الكلام في الوجوه
  أولُها السَّبطَةُ ثم الجَثْلَه ... كأنها في العين قَطفُ الحبْلَه(١)
  وشَعَرُ الرأسِ هو الذُّؤَابَه ... فاسأل من المهيمن الإصَابَه
  وعَظمُ ذاك قد يُسمَى الجُمْجُمَه ... وجلده يُدعَى جميعا أَدَمَه
  وما علا منهُ يُسمى القُلَّه ... فوق القُذَالِ في لسانِ المِلَّه
الكلام في الوجوه
  والوجهُ معروفٌ بلا بَيَانِ ... وإنما فيه لهم معانِي
  قالوا به العُصفُورُ واللَّطَاةُ ... والهُزمَتَانِ فيه والقَلاَةُ(٢)
  وتَحتَهَا حجاجَةٌ والغائِرَه ... ومقلةٌ من تحت ذاك دَائِرَه(٣)
  وفي إزا ناهِقِه السِّمَامْ ... وهي مَجَارِي دَمعِهِ السِّجَامْ(٤)
  وعينُهُ تَحُفُّهَا الجفُونُ ... حِملاَقُهَا ولَحظُهَا مَكنُونُ(٥)
  أشفارُهَا سِترٌ على إنسانِهَا ... والعِتقُ قد يُعرَفُ في أعيانِهَا(٦)
  وفي العيون حُدْرَةٌ وبُدْرَه ... وقَلَّ من يعرف جهلاً قَدْرَه(٧)
  وقد يكونُ في العيونِ نَجلاَ ... وذاتُ آماقٍ تُسمَى الكَحلاَ(٨)
  وقد يقال تلك عينٌ شَجْرَا ... ولم أقل فيما نطقتُ هُجْرَا(٩)
  وقد يكون في العيون زَرْقَا ... فافرُق معاني ما ذكرت فَرْقَا(١٠)
(١) السبطة: كثيرة الشعر في استرسال وطول. والجثلة: مثلها إلا أن شعرها جعد.
(٢) العصفور: عظم ناتئ ما بين الصدغ والحجاج [وهو العظم الذي فوق العين]. واللطاة: هي الدائرة التي في وسط الجبهة. والهزمتان: هما العظمان اللذان فيهما العينان.
(٣) الحجاجة: هو العظم الذي فوق العين. والغايرة: هو قلة العينين وما تحت العينين.
(٤) الناهقان: العظمان الشاخصان في الوجه أسفل من العينين. وسموم الوجه: واحده سمامة، ما رق من عظام الوجه في أسفل مجاري دموعه.
(٥) الجفون: مجاري الدموع. الحماليق: ما يلي المقلة من لحم الجفن.
وفي النسخة الأصلية: (نخصها) بدل لحظها، وهو: لحم الأشياء الرخوة. تمت من هامش النسخة.
(٦) الأشفار: هو الشعر الذي في الأجفان. وإنسان العين: هو محل النظر.
(٧) العين الحدرة: هي الصافية الضخمة. والعين البدرة: المدورة النقية.
(٨) العين النجلاء: هي الضخمة الواسعة. والعين الكحلاء: الشديدة السواد.
(٩) العين الشجرا: هي التي ليست بشديدة السواد.
(١٠) العين الزرقاء: هي التي فيها بياض.