الكلام في الرؤوس
  وفي اللسان عُكدَةٌ وعُظمَه ... وهي التي منه توالِي الزَّردَمَه(١)
  وكلَّما دَقَّ يُسمَى أَسَلَه ... وفُلكَهٌ فِي قولِهم مُستعمَلَه(٢)
  وفيه صُردَانٍ هُمَا عِرقَانِ ... في أصلِهِ فانظر إلى المعَانِي
  وفيه قالَ كُلُّهمْ مَحَارَه ... يَخرجُ منها الصَّوتُ للإشارَه(٣)
الكلام في الرؤوس
  وقد يقالُ فِي الرُّؤوس أجبَه ... ومُصفَحٌ وأكبَسٌ وأَجلَه(٤)
  ثم خِشَاشٌ مُرهَفٌ وصَعْلُ ... وأصل ما فيه ذكرنا النَّقْلُ(٥)
  وليس في غُرَابِها رُواسِي ... وصندلٌ وهو الخِدَبُّ القَاسِي(٦)
الكلام في الأعناق
  وقد مضى الرأس فهاتِ في العُنُقْ ... فهي هَوادِيهِنَّ كالنخل السُّحُقْ(٧)
  وهي تَلِيلٌ عند أهلِ العِلْمِ ... فافهم معاني القول واحفظ نظمِي
  ففيه عُرشَانِ وفيه سَالِفَه ... وهي لما شاكلها موالِفَه
  وفيه عُرْفٌ وسَكِيبٌ وغُدَرْ ... وكل ذا مرجعُهُ إلى الشَّعَرْ
  وفيه غلباوَانِ تَحتَ العُرشِينْ ... فوق الصَّلِيفينِ يَذُبَّانِ الشَّينْ
  ثم النُّخَاعُ تحت داياتِ العُنُقْ ... وأصلُهُ الكاهِلُ جُنِّبْتَ الخَرَقْ
  وتَحته البلعومُ والحلقومُ ... ثم الجِرَانُ نعتُهُ مَفْهُومُ
  وأسفل العُنْقِ يُسمَى كَاهِلْ ... عالمُهم يعرِفُهُ والجَاهِلْ
(١) العكدة: أصل اللسان. والعظمه: ما غلظ مما فوق أصل اللسان.
(٢) الأسلة: طرف اللسان. والفلكة: أصل رأس اللسان.
(٣) المحارة: هي منفذ خروج النفس إلى الخياشيم.
(٤) الأجبه: كبير الجبهة. والمصفح: ما دقت جبهته وكان أعلى رأسه وأسفله سواء. والأكبس: المجتمع.
(٥) الخشاش: قليل الدماغ، قريب ما بين الحاجبين. والصعل: صغير الهامة، وقوله (وأصل ما فيه ذكرنا النقل) لأن أصل الصعل في النعام ثم نقل إلى الخيل.
(٦) الرواسي: كبير الرأس وهو لا يكون إلا في المقاريف. والصندل: صليب الرأس. والخدب: العظيم.
(٧) النخل السحق: الطوال.