الكلام في المذموم من الخيل
  فهذه جُلُّ مَعِيبَاتِ الحَضرْ ... ذكرتُهَا بِمَصدَرٍ ومُستَطَرْ
  لأنَّهُ اسمُ الفعلِ في المَقَالِ ... وهو دَلِيلُ فِعلِه ِفِي الحَال
الكلام في المذموم من الخيل
  أُتبِعُهُ مذمومَ خلقٍ وخُلُقْ ... كَمَا ذكرتُ مَدْحهَا فيمَا سَبَقْ
  يقالُ شَخْتٌ نَاقِصٌ وشَخْتَه ... ومثله الضَّئيلُ فاعرفْ نَعْتَه
  والخُمْشَةُ الدِّقَهُ في العظَامِ ... فاسمع ْكلامِي واطَّرِحْ مَلاَمِي
  ومنه رَطْلٌ وهو الضَّعِيفُ ... مِيزَانُهُ عندهم خَفِيفُ
  ومنهُ مَكبُوبٌ قصيرُ الدَّارِجَه ... فهو يُحَاكِي كُرَةَ الصَّوَالِجَه
  ومنه عَشٌّ نَاقِصٌ وعَشَّه ... بادِي العظام تَعتَرِيهِ رَعْشَه
  ومنه صَعْلٌ جَمعُهُ صِعَالُ ... يُعنَى به دِقَاقُهَا الطِّوَالُ
  وبعضهم قال وفي القصَارِ ... صَعلٌ إذا دقَّ على الأَبصَار
  وقد يقالُ صُقَلٌ وصُقَلَه ... بالطُّولِ فِي الطَّفْطَفَةِ المُمَثَّلَه(١)
  وهو دَلِيلُ لِوِزَاءِ الجَنْبِ ... وذاك عيبٌ عند أهلِ العُرْب
  وفيه مِلْوَاحٌ لكل النَّوعَينْ ... إذ وزنُهُ مِفْعَالْ وُقِّيتَ العَينْ(٢)
  وهو سريعُ الإنهِمَامِ والعَطَشْ ... ولو سَرَى في ليلهِ إذا غَطَشْ
  ومنه إقْرَافٌ وذاك في النَّسَبْ ... إن لم يكُن جَدَّاهُ من خيلِ العَرَبْ
  ومنه طرف جَانَبٌ وجَانِبَه ... وهو غَلِيظٌ يُشبِهُ الجَنَادِبَه
  والجَحَدُ المشهورُ مثل المَاضِي ... والبيعُ مَوقوفٌ على التَّرَاضِي
  وقد يقال في الجيادِ ضَاوِي ... لا عَيشُهُ يُغنِي ولا المكَاوِي
  فإن يكن ما فيه من سوء الغِذَا ... فذلك المَحْثَلُ جُنِّبتَ الأذَى
  ومثله مُقَرْقَمٌ وجَذَعُ ... يضعُفُ منه في الصَّهِيلِ الأَخدَعُ
  وقد يقالُ فاعلَمَنْ كُوسِيُّ ... يَضِجُّ من وَحشِيهِ الإنسِيُّ
(١) الطفطفة: هي الخاصرة.
(٢) سُكِّنت اللام من مفعال للضرورة، وإلا فمحلها الرفع.