ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في معرفة عتقه بمشاهدة حضره

صفحة 520 - الجزء 1

  بل ارتعادُ عُنقِهِ ومَتنِه ... تَدافُعٌ من لِينِهِ وحُسنِه

  إلى الأمَامِ مثلُ سَهْمِ الرَّامِي ... فافهم معانِي القولِ في نِظَامِي

  وأنْ تُرَى عِظَامُهُ فيها اللِّينْ ... كأنَّمَا رُكِّبْنَ مِنْ رَطْبِ الطِّينْ

  فِقَارُهَا والقُصُبُ المُرَكَّبَه ... فَي جسمِ كُلِّ سَلهَبٍ وسَلْهَبَه

  إلا مقالَ كُلِّهِمْ في الكَعبَينْ ... فإنَّمَا لِينُهُمَا من الشَّينْ

  فهذه نعوتُهَا المُشَاهَدَه ... ولم أَدَعْ فيمَا عَلِمْتُ وَاحِدَه

  وأن يَكُونَ رُسغُهُ في حَالَينْ ... لَا اللِّينُ والقَسوَةُ تبدُو في العَينْ

  بل أوسطُ الأمُورِ فِيهَا خَيرُهَا ... وغَلَّ أعناقَ النُّفُوسِ طَيرُهَا

  وشنجُ الأنسا وقَبضُ المابَضِ ... وكَفْتُ رِجلَيهِ ولِينُ النَابِض

الكلام في معرفة عتقه بمشاهدة حُضْرِه

  قال فقد نعتَّهُ فِي عُنْقِه ... حالَ القيامِ من جَمِيعش طُرُقِه

  فصفْ لنا إذَا جَرَى وإن رَدَى ... وفِي صُنُوفِ السعي جُنِّبْتَ الرَّدَى

  إنْ كُنْتَ لمَ تُبْصِرْهُ إلا هَكَذَا ... فقد يقال يُعرَفُ العتقُ بِذَا

  فقال يبدُو بِسُمُوِّ الهَادِي ... كَأنَّهُ فِي قَارَةٍ ينَادِي

  وإن تراه سَاكِنَ القُذَالِ ... يَحذُو من الجري على مثَال

  يَمُدُّ ضَبعَيهِ كمَدِّ السَّابِحْ ... وحَارِكُ الرِّجْلِ يَصُكُّ القَارِحْ

  يلمسُ بالحافِرِ أيَّ لَمسِ ... كأنه يخشى أَثَامَ المَسّ

  يَسبَحُ بالضَّبعِ وباليدَينِ ... كأنَّهُ مطالَبٌ بِدَين

  وجريُهُ في الحِسِّ غيرُ مُنخَبِطْ ... يَمُدُّ فِي مَيدَانِهِ ويَنبَسِطْ

  يَضرَحُ بالرِّجلَينِ وهو طَامِحُ ... قوادِمُ الطير لَهُ الجَوَانِحُ

  فهذه فاعلم دَلِيلٌ فِي الحُضُرْ ... على جياد الخيل فافهم ما ذُكِرْ

  وليس في الجري الشديدِ آيَه ... وإنَّمَا يُعلَمُ بالنِّهَايَه

الكلام في الذراعه

  قالَ فَما الدَّلِيلُ في الذَّرَاعَه ... فهو الذي بعدهُ صُوَاعَه