ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

ختام الأرجوزة

صفحة 533 - الجزء 1

  من رَائِحٍ يَحُثُّهُ النُّعَامَى ... إن سَحَّ فِي الجَريِ وإن تَعَامَى⁣(⁣١)

  وشبهوهَا بانقضاض الكوكَبْ ... والكعبِ من خذرُوفِهِا المُثَقَّبْ

  وبِهَوِي الدَّلوِ حينَ يَنتَشِرْ ... من قامَةِ الجُدِّ النَزُوعِ المُسبَطِرّْ

  وبالسُّعَالَى قيل والسِّبَاعِ ... في سُرعَةِ الجَريِ وبَسطِ البَاع

  وقيل تُرخِي مثلَ إرخا الذيبْ ... وتشبهُ التَّتْفُلَ عندَ التَّقرِيبْ

  وقيل في التَّصمِيمِ كالسِّمعِ الأَزَلْ ... وقيل كالسِّرْحَانِ إن رَاحَ عَسَلْ

  وقيل جُريٌ مِثلُ قَطِّ البُردِ ... إذا تَغَارَت فِيهِ قُبُّ الجُرْد

  وكيدَي سابِحِهِمْ إذا نَسَلْ ... والصخرِ إذ يَنقَضُّ من رَأسِ الجَبَلْ

  وكالسِّهَامِ خَرَجَتْ مِنَ الغَرَضْ ... ما فاضَ من مَيدَانِهِنَّ وانقَبَضْ

  قالوا وكالمِرِّيحِ سهمُ العَالِي ... إذا جرى في الوعْثِ والرِّمَال

  وكيَدَي فَارِكَةٍ مُخَاصِمَه ... سَلِيقَةٍ سَلَّاطَةٍ مُشَاتِمَه

  قالُوا وكالخَرْجَاء والظَّلِيمِ ... فِي الشَّدِّ والإرخَاءِ والتَّصمِيم

  فاحفظْ فقد حَكَيتُ مَا تَيسَّرَا ... ورُبَّمَا يكونُ مِنْهُ الأكثَرَا

  ولَمْ أُحِطْ إذْ صِفَةُ الإحَاطَه ... لِمَن لَهُ القُدْرَةُ والسَّلاَطَه

ختام الأرجوزة

  نسألُهُ وهو القَرِيبُ الوَاسِعْ ... إحسانَه الجَمَّ الهَنِيَّ الوِاقِعْ

  فإنَّمَا نَحنُ بِهِ ونَحنُ لَهْ ... أسعدُنَا مَن كَانَ فِيهِ عَمَلَه

  ومَن لَه التوفيقُ مِن إلاهِه ... فلا تُنَازِعْهُ ولا تُبَاهِهْ

  واستَكْرِمِ الجُرْدَ واُعْدُدْ هُنَّهْ ... ذَخِيرَةً إذ تُبسَطُ الأعِنَّه

  فإنَّهَا وَصِيَّةُ الجَبَّارِ ... ما ختارَ إلا صَفوَةَ الخِيَار

  وبعدهُنَّ الرَّميُ وهي القُوَّه ... أوجَبَتِ النُّصحَ لَكَ الأُخُوَّه

  ثم الجهادُ وهو سُورُ الدِّينِ ... ثُمَّ سَنَامُ العَمَلِ المسنُون

  أَسِّسْهُ بِالنْيَّةِ فَهي القَاعِدَه ... لا يَنْجَحُ السعيُ برجْلٍ وَاحِدَه


(١) النعامى: بالضم: ريح الجنوب، أو بينه وبين الصبا.