ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[236] وقال # يرثي أخاه الشهيد صارم الدين إبراهيم بن حمزة | في ثمان خلت من شعبان من سنة ستمائة، واستشهد بلصف: [الطويل/38]

صفحة 549 - الجزء 1

  ومَنْ لَم يُجَلِّلْهُ الإله بستْرِهِ ... فليس لَه من سايرِ الناسِ سَاتِرْ

  ومن لَم يُشاوِرْ مَنْ يُصَابُ برزئِهِ ... أذاعَ عليه سِرُّهُ من يُشاوِرْ

  ومن لم يُصانِعْ قَومَهُ وعَشِيرَهُ ... يُخَلَّى إذا جاشت عليه العَشَائِرْ

  ومن لَمْ يُذِعْ فِي قومِهِ فَضلَ مَالِهِ ... فلا المالَ مَحفُوظٌ ولا الوَفْرَ وَافِرْ⁣(⁣١)

  ومن يعتزِلْ عن قومِهِ يبتغِي العُلَى ... تُصبِهُ الخُطُوبُ المُجحِفَاتُ الدَّوَائِرْ

  وليس ينالُ العِزَّ مَن نامَ ليلَهُ ... وَلَا يُدرِكُ الأوتَارَ مَنْ لَا يُخَاطِرْ

[٢٣٦] وقال # يُرثي أخاه الشهيد صارم الدين إبراهيم⁣(⁣٢) بن حمزة | في ثمان خلت من شعبان من سنة ستمائة، واستشهد بِلَصَف: [الطويل/٣٨]

  لَنِعْمَ الفتَى ودَّعتُ يوم شُوابَةٍ ... ودَاعَاً تَلاَقَينَا لَهُ صيحةَ الحَشْر

  هو العَسكرُ المُجرُ الذي يُتَّقَى بِهِ ... على أنه قد كان في عَسْكَرٍ مُجْر

  حَمَى صدرَهُ بالسمهرِيِّ عن العِدَى ... فلم تأتِهِ الأعدَاءُ إلا من الظَّهْر

  فلو كان فِي غيرِ الإلهِ مُصَابُهُ ... لَمَا جَمَدَتْ عينِي عليهِ مَدَى عُمْرِي

  فَتَىً كان أحيا من فَتَاةٍ حَيِيَّةٍ ... وأشجعَ من ليثٍ هَرِيتٍ أبِي أَجْر

  ومِمَّا شجَانِي أن يُقَادَ جَوَادُهُ ... جَنِيبَاً وأفراسُ الكرامِ بِهِمْ تَجْرِي

  وقد كان لِي نَابَاً وظُفْرَاً علَى العِدَى ... فأضحوا ولا يَخشَونَ نَابِي ولا ظُفْرِي

  إذا الحربُ أبدت نَاجِذَيهَا رَأيتَهُ ... طليقَ المَحَيَّا غيرَ مُستخْشِنِ الصِّدْر

  رأى الموت خيراً من فرار عن الوغى ... وسنَّ لأرباب العلى سُنَنَ الصَّبْر

  وما كنتُ أرجُو أن يعيش مُخَلَّدَاً ... ولكن مَتَاعَاً من أوانٍ إلى عَصْر

  وللنَاسِ آجالٌ وللعيشِ غَايَةٌ ... يُرَدُّ إليها الأمرُ من صاحبِ الاَمْر

  رُزِئنَا أبَا إسحاقَ غَضَّاً شَبَابُهُ ... كحَدِّ السُّرَيحِي المُشَطَّبِ ذِي الأَثْر

  لَهُ حِلْمُ ساداتِ الكُهُولِ وسِنُّهُ ... على الوَهْمِ من عِشرِينَ عَامَاً إلى عَشْر

  يُسَدُّ بهِ الثَّغْرُ المخوفُ وقَلَّ مَنْ ... يُصَابُ لِحَملِ النَّائِبَاتِ وللثَّغْر


(١) يذيع: أي ينشر ويفرق.

(٢) إبراهيم بن حمزة بن سليمان بن حمزة $، صنو الإمام المنصور بالله # وأحد قواده الأبطال، وقد تقدم تفصيل خبر مقتله ¥، وكان مقتله في لصف في معركة مع الغز وقائدهم ورردسار يوم السبت ٨ شعبان (٦٠٠) هـ، وقبر أولاً في لصف، ثم نقله المنصور بالله # إلى الزاهر وبنى عليه قبة، وقبره بها مشهور مزور يتبرك به وتنذر له النذور.