ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[241] وقال # يرثي الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى رحمة الله عليه في المحرم أول سنة ست وستمائة: [الطويل/43]

صفحة 558 - الجزء 1

  وما الحربُ إلا صَولَةٌ بَعدَ جَولَةٍ ... وقَودُكَ فِيهَا عَسكَرَاً بعدَ عَسْكَر

  وليس انهِزَامُ الجيش فِي الروع بِدعَةً ... ولَكِنَّهَا أحداثُ دهرِكَ تَعتَرِي

  وكم قد هَزَمنَا من رَئيسٍ مُقَدَّمٍ ... وكم قَدْ قَتَلنَا من أَمِيرٍ مُؤَمَّر

  ومِنْ غارَةٍ شعوَا أباحَت حِمَى العِدَى ... بأسرابِ خيلٍ فِي العَجَاجَةِ ضُمَّر

  تَبَارَى بأبطَالِ الهِياجِ كَأَنَّهَا ... خَطاطيفُ تَغَشى حُجرَةَ المُتَكَبِّر

  صميمُ قريشٍ لا شَمَاطِيطَ جُرْهُمٍ ... وأهلُ الوفا فِي المأقِطِ المُتَقَطِّر

  فلا تَجزَعَاً من رَيبِ دَهرِكَ إنَّه ... يَكِرُّ على الأحرَارِ كَرَّ المُدَوَّر

  وكُنْ فِي الوَغَا كابن اللبون مُمَاطِلاً ... وحافظْ عليها يا ابنَ قاسِمَ واصبِر

  فرِزْءُك رِزءِي والنفوسُ شَقِيقَةٌ ... فإنْ قَاسَمَ المُشجَى أخَاهُ فَأجْدَر

  كَأنَّك بِي بالأبيضِ العضبِ خَاطِبَاً ... ودِرعِي قَمِيصِي والوَجِيهِيُّ مِنبَرِي⁣(⁣١)

  وقولِي لِخَيلِي والعَجَاجُ مُرَاكَمٌ ... مَقَالَ أخي الهيجَا حُصينِ بنِ مُنذِر

  وحولِيَ من أبنا أَبِيكَ فوَارِسٌ ... يُشَايِعُهَا مثلُ السحَابِ الكَنَهْوَرِ⁣(⁣٢)

  كتَائِبُ من حَيَّي نِزار ويَعرُبٍ ... إذا جَاشَ مَوجُ الخيلِ قُلْنَ لَهُ قِرّ

  أُسُودُ وَغَىً تَدعُو أُسودَ خَفِيَّةٍ ... وجُنَّةُ حَرْبٍ لَا كَجُنَّةِ عَبْقَرِي⁣(⁣٣)

  هُنَالِكَ تَرضَى إنْ غَضِبتَ ورُبَّمَا ... عُنيِت َبِلُطْفِ اللهِ مِنْ دونِ مَحْضَرِي

[٢٤١] وقال # يرثي الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى رحمة الله عليه في المحرم أول سنة ست وستمائة: [الطويل/٤٣]

  أَيَجزَعُ من رَيبِ الحَوَادِثِ ذُو حِجْرِ ... وكُلُّ امرِءٍ يوَمَاً إلى غايةٍ يَجرِي

  نُؤَمِّلُ فِي الدُّنَيا البَقَاءَ ومن لَنَا ... بِمَا لَمْ يَكُنْ للنَّاسِ فِي سَالِفِ الدَّهْر

  ونَنشُرُ بالآمَالِ مَطوِيَّ عُمرِنَا ... فَيطوِي القَضَا مَا فَاضَ من ذَلِكَ النَّشْر

  كَأَنَّ الليالِي وُكِّلَتْ بِذَهَابِنَا ... فنحنَ نِيَامٌ وهي دَأبَاً بِنَا تَسرِي

  إذَا قَطَّبَ اليومُ العَبُوسُ لِكَارِثٍ ... تلقَاه منا ذو الجهالَةِ بِالبِشْر


(١) في حاشية النسخة الأصلية قال: رواية أخرى (كأنك بي والأبيض العضب صاحبي).

(٢) الكنهور كسفرجل: السحاب المتراكم الثخين أمثال الجبال.

(٣) خفية كغنية: الغيضة الملتفة.