الباب الرابع: فيما كتبه # إلى أزواجه وأولاده:
  إمامة الحسنين بعد أبيهما عليهم جميعاً السلام.
  حصر الإمامة في أولاد الحسن والحسن لا سواهما، فهي فيهم محصورة، وعلى غيرهم محظورة.
  فمن قال بهذه بعد إثبات معرفة الله من التوحيد والعدل والوعد والوعيد فهو الزيدي، ومن لم يقل بها فليس بزيدي، فلماذا ينسبون أنفسهم إلى الزيدية وهم مخالفون لأقوال وعقائد الزيدية؟ والزيدية منهم بريئة كل البراءة.
  إذ أهل البيت وشيعتهم الزيدية مجمعون إجماعاً لا شك فيه ولا لبس على إثبات هذه الأربعة الأصول.
  ولو ساغ أن نسمي من لم يقل بها زيدياً لساغ أن نسمي المعتزلة زيدية وهي تخالف الزيدية في هذه الأصول.
  وكتاب شرح الرسالة الناصحة يبين من هو الزيدي؟ وما هي عقائده وأقواله التي من قال بها فهو زيدي ومن خالفها أو بعضها فليس زيدياً؟
  مع إيراد الحجج الأدلة من العقل والكتاب والسنة والإجماع إن حصل، كما تعرف ذلك عند الاطلاع على هذا الشرح المبارك.
  ولا أريد الإطالة في الإستدلال على ما ذكرت، أو الرد والإحتجاج على من تهجم على الإمام # أو غيره من الأئمة، فالغرض الإشارة والتنبيه.
  وكذلك يذكر # في هذا الباب المطرفية وعقائدهم وما دار بينهم وبينه #، ويذكر عقائدهم وأقوالهم وغير ذلك كما سترى وتعرف.
الباب الرابع: فيما كتبه # إلى أزواجه وأولاده:
  وعدد قصائد هذا الباب (٤٤) قصيدة، وعدد أبياته (٦٤١) بيتاً.
  وفي هذا الباب يراسل الإمام # أزواجه اللاتي طالما أزعجنه وأكثرن عتابه في تأخره عنهن، وهجره لهن، فيرسل إليهن مبيناً لهن أن الذي سبب في هجرهن هو إفساد المفسدين، وظهور المنكرات والجهاد في سبيل الله، حتى قل نومه، ووتسهد مهاده، وفي هذا الباب من المراسلة بعض أبواب الغزل العفيف، حيث يتغزل # إلى سكنه وزوجه، ويعاتبهن على سوء تصرفاتهن إليه، وأكثر أزواجه عتاباً وأشدهن حباً عنده هي منعة بنت علي بن الفضل اليامي وهي التي كانت تراسله بالأشعار لأنها كانت شاعرة فصيحة.
  ثم يتحول # إلى خلَفه، وأفلاذ كبده، موجهاً لهم النصائح والإرشادات العظيمة التي تقودهم إلى الخير والصلاح في الدين والدنيا والآخرة، من التمسك بمكارم الأخلاق، والتحلي بشمائل الصفات من الصدق والوفاء، والجود والعطاء، والشجاعة والتقى، وقود الجيوش، وطاعة أولياء الأمور من إمام أو واليه، والرفق بالمسلمين، والإحسان إلى الجار، ومعاونة الضعيف، ونصر المظلوم، وإعطاء المحروم، والوقوف في وجه الظالم،