وأكثَرُ النَّاسِ مِنْ جَهْلٍ ومِن عَمَهٍ ... لا يعرفُ الفرقَ بينَ الماءِ والنَّار

  أستغفِرُ اللهَ كَمْ من تَوبَةٍ عُقِدَتْ ... نَقَضْتُهَا بلُبَانَاتِي وأوطَارِي⁣^(⁣١)

  النَّفْسُ تأمرُنَا والعقلُ يزجُرُنَا ... فنحن من ذَاكَ فِي نَقضٍ وإمرَار

  ياساهِرَاً بَاتَ نِصفَ الليلِ مُرْتَفِعَاً ... يقولُ شِمْ بَارِقَاً بالغَورِ يَا جَارِي

  هَلَّا سَهِرتَ لِمِيزَانٍ كَمَا ذَكَرَ الـ ... ـقُرآنُ يُوضَحُ للبَادِي وللقَارِي

  هَلَّا سهِرتَ لأهوَالِ الصِّرَاطِ إذَا ... أوفَى على جُرُفٍ يَهوِي إلى النَّار

  هَلَّا سِهرتَ لِمَا قَدْ قِيلَ فِي صُحُفٍ ... تُنْبِي بِمَكنُونِ أفعَالٍ وأسرَار

  يا حَافِظَيَّ اكْتُمَا لِي بَعضَ عِلمِكُمَا ... مِنِّي وأُحْذِيكُمَا حَمدِي وأشعَارِي

  وَكيفَ يَخْدَعُ معصُومَاً أخُو زَلَلٍ ... تَمَكَّنَ الخوفُ مِنْ لَحمِي وأبشَارِي

  أخفَرتَ يَا ابنَ طُفَيلٍ ذِمَّةً عُقِدَتْ ... فكيفَ عُذرُكَ فِي غَدْرٍ وإِخْفَار

  قُومُوا بَنِي جَعفَرٍ فِي عَقدِ شَيخِكُمُ ... وأذهِبُوا عَنْ سَنَاهُ ظُلمَةَ العَار

  أَمَّا سَليمُ بنُ منصُورٍ فقد جَهِلَتْ ... حَقَّ الجِوَارِ وخَانَتْ حُرمَةَ الجَار

  مَا حِلْمُ عُتبَةَ مُنجِيهِ لِشقْوَتِهِ ... وأَيُّ خَيْرٍ أتَى فِي جَهلِ عَمَّار

  هَذَي سُمَيَّةُ قَدْ فَازَتْ وقد غَنِمَتْ ... وأَيُّ عُذْرٍ تَرَى للضَّيغَمِ الضَّارِي

  الدِّينُ صَبْرٌ فَلَا تَعجَزْ وكُنْ رَجُلاً ... مُصَمِّمَاً حينَ تُدعَى أُمُّ صَبَّارِ⁣^(⁣٢)

  يَا طَالِبَ الدِّينِ لَا تَجهَلْ مَسَالِكَهُ ... أثْقِبْ ذُبَالَكَ واذهَبْ أيُّهَا السَّارِي⁣^(⁣٣)

  وكُنْ بِآلِ رَسولِ اللهِ مُلتَزِمَاً ... مَنْ جَالَسَ الشِّمَّ مِنهُمْ جَالَسَ الدَّارِي⁣^(⁣٤)

[٢٥٥] وقال #: [الخفيف/٢٧]

  كُلُّ غَنِيٍّ فِي دَارِ الزَّوَالِ فَلَسْ ... يَا لَيتَ مَنْ قَامَ فِي الضَّلَالِ جَلَسْ

  كيفَ تُرَجِّي كِتمَانَ فِعلِكَ عنْ ... مَنْ عِلمُهُ حَايطٌ بِكُلِّ نَفَسْ

  فارحَضْ بِتَوبٍ مَا قَدْ خَطَيتَ بِهِ ... فَالتَّوبُ يَمحُو آثَارَ كُلِّ دَنَسْ

(١) اللُّبان بالضم جمع لبانة: وهي الحاجات من غير فاقة بل من همة. والأوطار جمع الوَطَرُ: وهي الحاجةُ مطلقاً، أو الحاجةٌ لك فيها هَمٌّ وعِنايةٌ، فإذا بَلَغْتَها، فقد قَضَيْتَ وطَرَكَ.

(٢) أم صبار: الداهية أو الحرب الشديدة.

(٣) أثقب ذبالك: أي أوقد فتيلك أيها الساري.

(٤) الشِّمَّ أي المشموم: وهو المسك. والداري: نسبة إلى دارين بلد في الهند يحمل منها المسك الداري.