[16] وقال # ارتجالا وقد وصل إلى أهله بهجرة قرار معين بعد غيبته سنتين وثمانية أشهر، فسألوه، فأجاب بهذه ارتجالا: [البسيط/7]
فَهَل أَثَلاَتُ الوَادِ شَرقِيَّ مَجزِرٍ ... كَعهدِي نَضيرَاتُ الغُصُونِ سَوامِي(١)
وَيَا لَيتَ شِعري هل أبِيْتَنَّ لَيلَةً ... بِشَطِّ مَعِينٍ حَاسِرَاً للثَامِي(٢)
ومَا حَالُ دَارَاتٍ لَهُم قَد عَهِدتُهَا ... بِأَيمَنَ سِليَامٍ وَأَيسَرَ حَامِ(٣)
بِهَا كُلُّ مِكْسَالٍ كَأنَّ جَبينَهَا ... سَمَاوَةُ بدرٍ لاَحَ تَحتَ غَمَامِ(٤)
حَمتهَا رِمَاحُ الخَطِّ من كُلّ غَارَةٍ ... بِأيدِي كِرَامِ الجَدِّ غيرِ لِئام
فَإن تَطهُرِ الآفَاقُ من دنَسَاتِهَا ... أتاكُم سَوادِيِ عَاجِلاً وَخِيَامِي
أَمثلِي يَنَامُ اللّيلَ مِلءَ جُفُونِهِ ... ودِينِي مُضِيمٌ والعِدَاةُ أمَامِي
وَكَم سَائِلٍ عن بُغيَتِي ثُمَّ قَالَ لِي ... مُرَادُكَ نَجدِيٌّ وأنتَ تَهَامِي
فَكِلتُ له بِالصَّاعِ ثُمَّ أجبتُهُ ... هَوَاكَ يَمَانِيٌّ وأنتَ شَآَمِي
أَيعظُمُ من مِثلِي مَرَامٌ مُعَظَّمٌ ... وسَمكُ مَحلِ النّجْم دُون مَرامِيْ(٥)
وَلَا بُدَّ مِن يومٍ تَظَلُّ بِهِ الظُّبَى ... تَمُجُّ نَجِيْعَاً من رُؤوسِ طَغَامِ(٦)
[١٦] وقال # ارتجالاً وقد وصل إلى أهله بهجرة قرار معين بعد غيبته سنتين وثمانية أشهر، فسألوه، فَأجاب بهذه ارتجالاً: [البسيط/٧]
مَا زال سيفي وشَاحي مذ فَرَقْتُكُمُ ... حتّى دخلتُ عليكم سَاحَةَ الدَّار
فسائِلي الخيل عنّي فِي مواقفها ... مَا كان إذ ذاك إيرادي وإصداراي
ألم أكن يومَ صنعا قطبَ كَلكَلِها ... وفي ذمَار ألم يَسْطَع سَنا ناري
وهل قذفتُ بنفسي غير مُكتَرثٍ ... في جَحفلٍ كسَوَاد اللّيل جَرّاري
(١) أثلات: جمع أثلة وتجمع على أثوآل أيضاً شجرة معروفة. ومجزر بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الزاي: مديرية واسعة من أعمال مأرب، تقع فيما بين بلاد نهم والجوف.
(٢) معين: مدينة أثرية مشهورة في أعلا وادي الجوف من الجهة الشمالية الغربية تبعد عن مدينة الحزم بسافة ١٨ كم، وكانت عاصمة الدولة المعينية في القرن الثالث قبل الميلاد، وهي أغنى بقعة في الجزيرة العربية بالآثار.
(٣) سليام: جبل عال في الجهة الغربية من الجوف. وحام: سلسلة جبال ممتدة من الجنوب إلى الشمال في الجهة الشرقية من الجوف، ويكثر ذكر الإمام لهما فيما يأتي.
(٤) مِكْسَال: نعت للجارية المنَعَّمة التي لا تكاد تبرح من مجلسها.
(٥) السَّمْك: القامة والإرتفاع.
(٦) الظُّبى بالضم كهُدى: جمع ظُبّة، كثُبة: حد السيف أو سنان ونحوه، والنجيع من الدم: ما كان مائلاً إلى السواد أو دم الجوف، وتمجه: أي ترمي به فيسيل، والطَّغام كسحاب: أوغاد الناس.