طرق الرواية الصحيحة وأقسامها
  حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث عليه الحقد والعناد والحسد، واللِّداد وطلب المُلْكِ والرئاسة، والميل إلى اللَّذَاتِ والشهوة؛ إذ ليس كل صحابي معصومًا ولا كل من لقي النبي ÷ بالخير موسومًا، إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله ÷ ذكروا لها محامل وتأويلات بما يليق، وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صونًا لعقائد المسلمين من الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة؛ سيما المهاجرين مِنْهُم والأنصار المبشرين بالرضوان في دار القرار، وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل البيت النبوي فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لَا اشتباه على الآراء، يكاد يشهد به الجماد والعجماء وتبكي له الأرض والسماء، وتنهد مِنْهُ الجبال، وتنشق مِنْهُ الصخور ويبقى سوء عمله على كر الشهور ومر الدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) [٥/ ٣١٠]، انتهى.
  قلتُ: هذا كلام من خلع العصبية، وجانب الحمية، وأنصف غاية الإنصاف، فرحم الله سعد الدين، لقد أبان عن الحق، هذا وليس قصدنا ما يقوله غلاة الشيعة الذين ليس لهم من التشيع إلَّا الاسْم من إطلاق السب على أكابر الصحابة والقدح في أعراضهم بما لا يليق بجلالتهم بل يقتدى بأمير المؤمنين فيهم فإنه لم يؤثر عنه سبهم، وإن كان يتجرم ويتظلم من أفعالهم معه، فالتوقف في حقهم هو الطريق المرضية والله أعلم. قوله:
طرقُ الروايةِ الصحيحةِ وأقسامُهَا
  ١٢٩ - وطُرُقُ الروايةِ الصحيحةِ ... أربعةٌ تَفَاوَتَتْ في القُوَّة
  ١٣٠ - أَوَّلُها قراءةُ الشيخِ عَلَى ... تِلميذِهِ فكُنْ لهَا مُحَصِّلَا
  ١٣١ - وبعدَها قراءةُ التِّلْمِيذ فِيْ ... حَضْرةِ شَيْخهِ فَحَقِّقْ تَعْرِف
  ١٣٢ - أَوْ غَيْرِهِ وبعدَها المُنَاوَلَهْ ... وَبَعْدَهَا الإِجَاَزةُ المُحَصَّلَهْ
  أشار الناظم غفر الله له إلى بيان طرق الرواية من غير الصحابة وأنها أربع طرق متفاوتة في القوة، فأعلاها قراءة الشيخ على التلميذ وهو يسمع فله أن يقول: حدثني وأخبرني وحدثنا وأخبرنا وقال لي وسمعته، وإن لم يقصد إسماعه لم يجز إلا أن يقول: حدث وأخبر وسمعته لا نحو: قال لي، فرارًا من الكذب، والأصل في ذلك أنه كان ÷ يقرأ القرآن