تقاريظ
  الزيدية إلا من جمع الشروط التي لا يحوزها إلا أفذاذ الرجال، ومنها أن يعض على العلم بضرس قاطع مثل الإمام الحسن بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق الذي نراه يصول ويجول نظمًا ونثرا في أهم علوم الاجتهاد وهو علم أصول الفقه:
  أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ ... إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِيرُ الْمَجَامِعُ
  رجال كرام، وأئمة عظام طوى الكثير عن سمع الزمان وبصره: من آثارهم وتراثهم؛ لبعدهم عن حواضر الدنيا ولجوئهم إلى شعاب اليمن النائية، وجبالها الوعرة؛ فرارًا من البطش الأموي، والحقد العباسي، والحملات التركية الوحشية. إن هذا التراث النفيس إنما هو حبة من قبة، وقطرة من مطرة، ولو نهض أبناء العلماء وأحفاد الأئمة لنفض الغبار عن مخطوطات أسلافهم التي أكلتها دابة الأرض، أو امتدت إليها أيادي الكراهية، أو نهبها عصابات التهريب، أو ضيعها أهلها؛ لفقرهم وجهلهم؛ فليشكر الشريف الهمام عبد الخالق بن عبد الله بن محمد إسحاق على جهده الذي بذله لاخراج هذه المخطوط النفيس الى النور ونفع به.
  د. المرتضى بن زيد المحطوري الحسني
  أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون
  بجامعة صنعاء - عاشوراء سنة ١٤٣٤ هـ