لا ينعقد الإجماع بالشيخين وليس قولهما حجة ولا بأهل المدينة
  ١٩٧ - وَلَا بِأَهْلِ طَيْبَةٍ وَحْدَهُمُ ... إِذْ لَا دليلَ فِيهمُ خَصَّهُمُ
  أشار إلى أنه لا ينعقد الإجماع بالشيخين وهما أبو بكر وعمر ولا يكون حجة وقيل: بل حجة لما رواه الترمذي [رقم ٣٦٤٠] وغيره عنه ÷ «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» والأمر بالاقتداء بهما يقتضي نفي الخطأ عنهما، وأجيب بأن الحديث ضعيف ضعفه الذهبي فلا تقوم به حجة ولو سلم صحته فلا يشمل المجتهدين بل للمقلدين خاصة، فالحديث بيان لأهلية التقليد لأن قوله ÷: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» يدل على جواز الأخذ بقول كل صحابي وإن خالف قولهما فوجب العمل على ما ذكرناه جمعًا بين الخبرين وكذا لا ينعقد بالأربعة الخلفاء خلافًا لأحمد بن حنبل وأبي حازم(١) احتجا بحديث «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»(٢) أجيب بأنه ضعيف ضعفه ابن القطان كما سيأتي، أما قول أمير المؤمنين وسيد الوصيين فهو حجة لقيام الدلالة القاطعة بالأحاديث المتواترة معنى مِنْهُا قوله ÷: «علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض»(٣) أخرجه الحاكم والطبراني(٤) في الأوسط عن أم سلمة وقوله ÷: «علي يعسوبُ المؤمنينَ والمالُ يعسوبُ المنافقين» أخرجه ابن عدي(٥) عن علي # وقوله ÷: «علي يقضي ديني» بكسر الدال أخرجه البزَّار(٦) [١/ ٣٠٠ رقم (٤٥٥) ] عن أنس، وقوله ÷: «علي بن أبي طالب ينجز عدتي ويقضي ديني» أخرجه ابن مردويه والديلمي عن سلمان الفارسي(٧)، وقوله ÷: «من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فإن ربي غرس قضبانها بيده(٨) فليتول علي بن
(١) أبو حازم: سلمة بن دينار المخزومي، ويقال: الأعرج (ت ١٤٠ هـ)، أعلام الزركلي ٣/ ١١٣.
(٢) قال ابن عدي في الكامل ٢/ ١٥٣: منكر الحديث ويسرق الحديث وهو من وضع علماء السوء من بني أمية حيث كانوا يتسترون خلف جلباب الدفاع عن الصحابة وقد ضعفه علماء الحديث قاطبة.
(٣) الحاكم ٣/ ١٣٤ رقم (٤٦٦) والطبراني ٥/ ١٣٥ رقم (٤٨٨٠)، البزار ٩/ ٢٧١ رقم (٣٣٢٠).
(٤) سالم بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، محدث (٢٦٠ - ٣٦٠ هـ) أعلام الزركلي ٣/ ١٢١.
(٥) الكامل لابن عدي ٦/ ٣٩٧، وكنز العمال ٧/ ٢٤٩ رقم (١٨٧٨٢) وأحمد رقم (١٧٥٠٥).
وابن عدي: عبد الله بن عدي بن محمد بن المبارك بن القطان الجرجاني، أعلام الزركلي ٤/ ١٠٣.
(٦) البزَّار: علي بن عبد العزيز المرزبان البغوي، محدث، (ت ٢٨٦ هـ)، أعلام الزركلي ٤/ ٣٠٠.
(٧) سلمان الفارسي: صحابي جليل (ت ٣٦ هـ)، أعلام الزركلي ٣/ ١١١.
(٨) المراد باليد هنا المجاز لا الجارحة كقوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}[الذاريات: ٤٧] أي بقدرة، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ٣٩}[طه: ٣٩] أي برعايتي و {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤] أي برعايتنا وحفظنا، {وَجَاءَ رَبُّكَ}[الفجر: ٢٢] =