مفهوم الشرط
  تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}[الممتحنة: ١٠]، فإنه يفهم أنهن يرجعن إلى من آمن من أزواجهن، ومفهوم الصفة أقوى مما قبله، والأخذ به أكثر من الأخذ بمفهوم اللَّقب وهم أكثر أصحابنا والشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والجويني، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام(١)، وابن الحاجب، وابن السمعاني، والمزني(٢)، والأصطخري(٣)، والمروزي(٤)، و ابن خيران، وأبو ثور(٥)، والصيرفي، والأشعري، محتجين بأنه لو لم يكن التعليق بالصفة دالًا على نفي الحكم فيما عداها لما فهم مِنْهُ أهل اللغة ذلك، والتالي باطل، فالمقدم مثله، وهذا الاحتجاج ضعيف، إذ لا يلزم من فهم أهل اللغة صحة ذلك فتأمل. ثم أشار إلى الثالث بقوله:
مفهومُ الشرطِ
  ٣٩٧ - وَبَعْدَهُ الشرطُ أَتَى فَوْقَهُمَا ... لكونِهِ يَا صَاحِ أَقْوَى مِنْهُمَا
  أشار إلى الثالث، وهو مفهوم الشرط، والشرط في اللغة العَلَامَةُ. ومِنْهُ: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}[محمد: ١٨] واصطلاحًا: ما يلزم من عدمه عدم المشروط، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم، وقد تقدم، والمراد به هنا الشرط اللُّغوي، وهو ما يلي نحو: (إنْ) من أدوات الشرط وهو ما يتعلق من الحكم على شيء بأداة شرط نحو: أكرم زيدًا إن دخل الدار، فمفهومه عدم الإكرام إنْ عدم الدخول. ثم أشار إلى الرابع بقوله:
مفهومُ الغايةِ
  ٣٩٨ - وَبَعْدَهُ الغايةُ وَهِيَ أَقْوَى ... من الجميعِ فاتَّبِعْ مَا يُرْوَى
(١) أبو عبيد القاسم بن سلام: (ت نحو: ٢٢٤ هـ)، أعلام الزركلي ٤/ ١٨٨.
(٢) المزني: إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل أبو إبراهيم المزني، صاحب الشافعي، من أهل مصر، عالم مجتهد، توفي عام (٢٦٤ هـ)، أعلام الزركلي ١/ ٣٢٩.
(٣) الاصطخري: الحسن بن أحمد بن يزيد فقيه العراق أبو سعيد، أحد أئمة الشافعية، تأريخ بغداد (٧/ ٢٧٨)، سيرة أعلام النبلاء (١٥/ ٢٥٠).
(٤) المروزي: أحمد بن علي المروزي، محدث (ت ٢٩٢ هـ) أعلام الزركلي ١/ ١٧١.
(٥) أبو ثور: إبراهيم بن خالد، عالم، محدث (ت ٢٤٠ هـ)، الزركلي ١٢/ ٧١.