السعد وإنصافه أهل البيت $
  الشاعر:
  عليٌّ والثلاثةُ وابنُ عوفٍ ... وسعدٌ مِنْهُمُ وكذا سَعِيْدُ
  كذاكَ أبو عُبَيْدَةَ فهو مِنْهُمْ ... وطلحةُ والزبيرُ ولا مزيدُ
  فإنه من بحث عن حاله وحالهم علم بالتواتر أنهم صحابيون، وأما الآحاد كأسامة بن أخدري(١) وحكيم بن معاوية ومطر بن عكَّاش من غير المشهود له بالصحبة اتفاقًا. وفائدة بيان الصحابي تتعلق بما نحن فيه، مِنْهُا: الفصل بين المتصل والمنقطع من الأخبار ومِنْهُا: معرفة انقطاع العصر أي انقراضه المشتَرَطِ في الإجماع عند بعضهم كما سيأتي، فإذا انقرض آخر الصحابة من غير ظهور مخالف لهم فيما اتفقوا عليه انعقد إجماعهم وحرمت مخالفتهم، ومِنْهُا: معرفة التأريخ، ولمعرفته فوائد تظهر في النسخ والترجيح، وغير ذلك مما سيأتي، قوله:
  ١٢٨ - وَكُلُّهمْ عَدْلٌ سِوى مَنْ قَد أَبَى ... ونَبَذَ الدِّينَّ الحَنِيْفَ جَانِبَا
  هذا على ما اختاره صاحب الكافل من عدالة الصحابة حيث قال: (والصحابة كلهم عدول إلا من أبى) [الكافل ص ٣٦]، وهو اقتباس من الحديث الذي أخرجه البخاري [رقم ٦٧٣٧] من رواية أبي هريرة «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. فقالوا: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى»، وقال جمهور الفقهاء والمحدثين: بل عدول مطلقًا، إلى وقت الفتنة وَهِيَ آخر أيام عثمان لقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}[الفتح: ٢٩]. الآية. فوصفهم سبحانه بأوصاف مِنْ لازمها العدالة، وقال أبو بكر الباقلاني: بل هم كغيرهم، فيهم العدول وغيرهم، فيحتاج إلى التعديل والبحث عن أحوالهم.
السعد وإنصافه أهل البيت $
  ونقل في «شرح المقاصد» للعلامة السعد(٢) (إن ما وقع بين الصحابة من المشاجرة على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد
(١) أسامة بن أخدري: الشقريُّ، له صحبة. الجوهرة في نسب النبي ÷ ١/ ٧٦ و ١/ ٩٥ الأنساب للسمعاني، وفي نسخة: أحدري بالحاء المهملة تمت.
(٢) السعد: سعد الدين التفتازاني، من كبار الأشاعرة. وشرح المقاصد: كتاب في علم الكلام، يدرس لطلاب قسم العقيدة والفلسفة - جامعة الأزهر، وهو في باب المنافحة بالأدلة العقلية والنقلية على طريقة الأشاعرة.