أقسام الكلام في علمي اللغة والمنطق وبدأ بالخبر
  والآمدي(١) ورواية الفصول عن الجمهور: الرفع من دون ذكر (عهده)، وبه صرح أبو عبد الله الحاكم(٢) وحكاه النووي(٣) عن كثير من الفقهاء وقال: إنه قوي من حيث المعنى والله أعلم، قوله:
  ١٣٨ - وَاعْلَمْ بِأَنَّ كُلَّ مَنْ تَيَقَّنَا ... سَمَاعَ مَكْتُوْبٍ لَهُ مُعَيَّنَا
  ١٣٩ - جَازَ لَهُ حِيْنَئذٍ رِوَايتُهْ ... مَعْ عَمَلٍ إنْ ثَبَتَتْ عَدَالتُهْ
  أشار إلى أنَّ منْ عَلِمَ ألفاظ القراءة كلها وتيقن ذلك، وأنه قد سمع جملة كتاب معين كالشفاء(٤) مثلًا وأصول الأحكام وكالبخاري ومسلم وغيره من كتب الحديث جاز له روايته مع عدالته والعمل بما فيه مطلقًا، فقوله: إِن ثبتَتْ عدَالَتُهْ: راجع إلى الرواية لا إلى العمل لأنه يجوز له مطلقا؛ لأنه ثمرة العلم، وإن لم يذكر سماعه لكل حديث بعينه حيث كانت النسخة صحيحة مأمونة التحريف والتصحيف في ضبطها وإلا فلا، وكذا إن ظن سماعه جملة فإنه جائز وبه قال المنصور بالله عبد الله بن حمزة # والشافعي ¥ والقاضي جعفر(٥) وأبو يوسف ومحمد، ولعمل الصحابة بموجب كتب النبي ÷ رواية وعملًا، وجوز الإمام يحيى بن حمزة العمل دون الرواية والله أعلم.
أقسامَ الكلامِ في عِلْمَيْ اللغة والمنطق وَبَدَأ بالْخَبرِ
  ١٤٠ - وَاعْلَمْ هَدَاكَ رَبُّنَا أَنَّ الخَبَرْ ... هُوَ الكَلَامُ حَيْثُ فِيْهِ يُعْتَبَرْ
  ١٤١ - يُطَابِقُ النِّسبَةَ ثُمَّ الخَارِجْ ... أَوْ لَا فَكُنْ فِيْ العِلْمِ خَيْرَ وَآلجْ
  ١٤٢ - فَإِنْ تَطَابَقَا فَصِدْقٌ يَا فَتى ... أَوْ لَا فَكِذْبٌ مُفْتَرىً مَا ثَبَتَا
(١) الآمدي: أبو الحسن علي بن محمد بن سالم التغلبي سيف الدين الآمدي شافعي أصولي ت /سنة ٦٣١ هـ طبقات الشافعية ٥/ ١٢٩.
(٢) أبو عبد الله الحاكم: محمد بن عبد الله حمدويه الشهير بالحاكم، محدث (ت ٤٠٥ هـ)، أعلام الزركلي ١/ ٢٢٧.
(٣) النووي: يحيى بن شرف بن مري بن الحسن الحزامي الحوراني النووي الشافعي، محدث (ت ٦٧٦ هـ)، أعلام الزركلي ٨/ ١٤٩.
(٤) الشفاء: للسيد الإمام الحسين بن بدر الدين الحسني اليماني (ت ٦٦٢ هـ).
(٥) هو القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن عبد السلام الإنباوي علم إسلامي شامخ من أعلام الزيدية الكرام في بلد الإيمان والحكمة له مؤلفات شتى في مختلف العلوم، توفي ودفن بسناع حدة جنوب صنعاء المحروسة سنة ٥٧٦ هـ ¦.