سابقًا على الآخر أوْ أَوْلَوِيَّة بأن يكون في أحد أفراده أولى مِنْهُ في الآخر وأتم، أو بالقوة أو بالضعف، ومثال الموجود صالح للثلاثة لسبقه على المحدث وكونه أولى وأتم من المحدث وأقوى مِنْهُ، وسمي مُشكِّكًا: لأنه يشككُ الناظر فيه، هل هو من المشترك اللفظي لتفاوت أفراده في الاستحقاق، أو من المتواطئ لاتفاق أفراده في أصل المعنى، كالوجود مثلًا.

  ثم أشار إلى القسم الثاني مِنْهُ بقوله: أو متواط ... إلخ: أي إن تعددت معانيه ولم تتفاوت، بل تساوت أفراده في المعنى الكلي الذي اشتركت فيه بأن كان صَدَقَ هذا المعنى على تلك الأفراد على السوية كالإنسان بالنسبة إلى أفرادها، فإنها كلها متفقة في المعنى الكلي الذي هو الإنسانية غير متفاوتة والمتواطئ مأخوذ من المواطآة وَهِيَ الموافقة كأن ألفاظه تواطأت على ذلك، بمعنى توافقت. ثم أشار إلى تقسيم المتواطئ، فقال:

المتواطئُ وأقسامُهُ

  ٤١٨ - فَإِنْ تَكُنْ حَقَائِقُ المَعَانِيْ ... فِيْهَا اختلافٌ فاستمِعْ بَيَانِيْ

  ٤١٩ - فَذَلِكَ الجنسُ وإن لمَ يخْتَلِفْ ... فالنوعُ كالإِنْسانِ فاعْرفْ واعْترِفْ

  ٤٢٠ - وَهْوَ يقال: في جَوابِ مَاهُوْ ... لِشُرْكَةٍ تكونُ في مَعنَاهُ

  ٤٢١ - أَمَّا الَّذِيْ بِأَيِّ شيءٍ يُسْألُ ... عَنهُ فَفَصلٌ في الحدودِ يَفْصِلُ

  ٤٢٢ - إِنْ كَانَ ذاتيًا وإلاَّ فَهْوَ مَا ... سَمَّوْهُ خاصّةً كَمَا قد رُسِمَا

  ٤٢٣ - مُخَصِّصًا للنوعِ دُونَ الجِنْسِ ... كضاحكٍ فاعلمْ بغيرِ لَبْس

  ٤٢٤ - أَو لَا فَذَاكَ العَرَضُ العامُ كَمَا ... تقولُ ماشٍ وَبِهِ قَدْ وُسِمَا

  أشار بهذا إلى تقسيم المتواطئ إلى الكليات الخمس المسماة بِاءِ يْسَاغُوْجِيْ في كتب المنطق، والمصنف لم يذكر مِنْهُا إلا الجنس والنوع فقط، وقد أتى بها الناظم بكمالها، إذ لا غنى لأحد عن معرفتها، ثم بدأ بذكر الجنس مِنْهُا، وهو المقول على كثيرين مختلفين بالأنواع في جواب ما هو، والمراد بالأنواع الصور والحقائق الذاتية، وقولنا: في جَوَابِ مَا هُوْ: أي قول بحال الشركة لا الانفراد، كالحيوان للإنسان والفرس، فإن لفظ الحيوان قد دل على معانٍ مختلفة الحقائق والصور بالذات كالإنسان والفرس، والجمل والحمار، وهو ينقسم إلى قريب وهو: ما كان تمام المشترك بين الماهية وبين جميع ما يشاركها فيه كالحيوان، إذ هو تمام