فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 50 - الجزء 1

  

مقدمة المؤلف

  الحمد لله الذي أطلع في سماء قلوب من يشاء من عباده شمس دقائق العلوم، ونقش بقلم الفطانة في صحائف أفكارهم معرفة المنطوق منها والمفهوم، وأَهَّلهم لمعرفة الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية بتمييز المظنون منها والمعلوم، وأشهد ألًّا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ترفعني إلى أعلى مقام السعادة الأبدية، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق إلى كافة البرية ÷ تسليمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فهذا شرح لطيف على منظومتي المسماة: بجواهر الفصول في علم أصول الفقه؛ جعلته تبصرةً لأولي الألبابِ، وتذكرة لمن حاول التذكر من الأولاد والأصحاب، واللهَ أسألُ أن ينفع به إنه قريب مجيب، قوله غفر الله له⁣(⁣١): -

  ١ - حَمْدًا لِمَنْ أَهَّلَنَا لِحَمْدِهِ ... وَعَمَّنَا بِطَوْلِهِ ورِفْدِه

  حمدًا منصوب على المصدرية، وعدوله إلى الجملة الفعلية لإفادة استمرار الحدوث والتجدد وقتًا فوقتًا، والحمد: هو الثناء على الجميل الاختياري على جهة التعظيم من نعمة وغيرها، والقولي منه: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق سبحانه بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه والفعلي: هو الإتيان بالأفعال البدنية ابتغاءً لوجه الله، والحالي: هو الذي يكون بحسب الروح والقلب كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والعُرْفِيُّ: بيانٌ وفعلٌ يُشْعِرُ بتعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا أعم من أن يكون فعل اللسان أو الأركان⁣(⁣٢)، والُّلغَوِيُّ: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم باللسان وحده، والشكر: عبارة عن معروف يقابل النعمة؛ سواءً كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وعليه قول الشاعر: [الطويل]

  أَفَادتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنَّي ثَلَاثَةً ... يَدِيْ ولِسَانِي وَالضَّمِيْرَ المُحَجَّبَا⁣(⁣٣)

  وَاللُّغَويُّ: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان والجنان والأركان⁣(⁣٤)، والعرفي: هو صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه من السمع والبصر


(١) قد يتوهم أن الشارح غير الناظم - وللتنبيه: المؤلف هو الناظم والشارح - نفسه - وقد دأب هكذا يَتَرحَّمُ على نفسه من أول الكتاب إلى آخره | وإيانا. آمين.

(٢) الأركان لا تكون إلا الأيدي والأرجل ولذا كان الشكر العرفي أعم من اللغوي في المورد لا في المتعلق تمت مؤلف.

(٣) من شواهد الكشاف ج ١ ص ٥٢ ط ٢، ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م - دار إحياء التراث العربي.

(٤) الأركان لا تكون إلا الأيدي والأرجل ولذا كان الشكر العرفي أعم من اللغوي في المورد لا في المتعلق تمت مؤلف.