فتح الوصول شرح جواهر الفصول في علم الأصول،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

البسملة آية من كل سورة إلا سورة التوبة

صفحة 78 - الجزء 1

البَسْمَلَةُ آيةٌ مِنْ كُلِّ سُوْرَةٍ إِلَّا سورةَ التَّوْبَةِ

  ٧٢ - واخَتَلفُوا يَا صَاحِ في البَسْمَلَةِ ... هَلْ أَنَّهَا أَوَّلُ كُلَّ سُورة

  ٧٣ - أوْلَى ولكنَّ الأصحَّ الأَوَّلُ ... كما عليهِ العُلماءُ عَوَّلُوْا

  اعلم أنه وقع الاختلاف في البسملة هل هي آية من أول كل سورة أم لا! وإنما وضعت للفرق بين السور والتبرك، ومذهب جمهور السلف والشافعية وابن كثير قارئ مكة وقالون أثبت قراء المدينة، وعاصم والكسائي من قراء الكوفة والإجماع من العترة المطهرة، والاتفاق على إثباتها في أوائل السور ما عدا التوبة، خطًّا في المصحف؛ ولما ورد من الأحاديث الصحيحة منها ما: روي في الأحكام عنه ÷ أنه قال: «كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُجْهَرُ فِيهَا بِ فَهِيَ آيَةٌ اخْتَلَسَهَا الشَّيْطَانُ»⁣(⁣١) والآيات تختص بالقرآن، وفي أمالي أحمد بن عيسى [١/ ٢٤٩، رقم ٢٤٩] #(⁣٢) بإسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه $ عنه ÷ «آيَةُ تَرَكَهَا النَّاسُ »⁣(⁣٣) وأخرج ابن خزيمة [١/ ١٠٦ - ١١١] والبيهقي في المعرفة [٢/ ٥٢١] بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ® قال: «اسْتَرَقَ الشَّيْطَانُ مِنَ النَّاسِ أَعْظَمَ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ »، والبيهقي في الشعب [٢/ ٥٠] وابن مردويه [١/ ٢٠] بسند حسن من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: «أَغْفَلَ النَّاسُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ø لم تَنْزِلْ على أحد سوى النبي ÷ إلَّا أَنْ يَكُونَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ» [رقم ٢٣٣٨]، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، والخلاف في ذلك لبعض السلف منهم أُبَيٌّ وأنس


(١) الأحكام ١/ ١٠٦، ١٠٧، وشفاء غليل السائل ١/ ٤، فتح الباري ١٢/ ٤١٢.

(٢) أحمد بن عيسى بن زيد بن علي أبو عبد الله الحسيني من أئمة الزيدية العظام (ت ٢٤٧ هـ)، أعلام الزركلي ١/ ١٩١.

(٣) أقول: البسملة أحَلَّهَا الإسلام محل قول الوثنيين «باسم اللَّاتِ والعُزَّى» وللعاقل أن يقف قليلًا للتأمل، أليس النبي صلىَّ بالناس أكثر من ٢٣ سنة إمامًا منها ١٣ سنة في مكة و ١٠ سنين في المدينة - فصلى بهم تقريبًا أكثر من إحدى وأربعين ألفًا وأربعمائة فريضة جماعة دون الجمع والأعياد والخسوف والكسوف، فكيف خفي على الأمة أنه ÷ كان يجهر بالبسملة أو يسر بها أو يضم أو يرسل أو أن في الأذان: حيَّ على خير العمل أو لا، أو يُكَبِّرُ قبل القراءة في صلاة العيدين أو لا، أو يكبر على الجنازة خمسًا أو أربعًا، أو يقول عقيب قراءة الفاتحة في الصلاة: آمين أو لا ... إلخ، إلى غيرها من الخلافات التي غذتها الدوافع السياسية للدولة الأموية التي سعت إلى طمس ومحو ما كان عليه النبي ÷ وأخوه الوصي # وهذا مجرد تساؤل مشروع يفهمه اللبيب. انتهى. محقق.