القرآن: محكم ومتشابه
  ورواية عن أبي هريرة وإليه ذهب الحسن ويحيى بن وثاب والنخعي وكذا مالك(١) وأبو حنيفة(٢) والثوري والأوزاعي(٣)، وقراء المدينة والبصرة والشام، وقال ابن المسيب(٤) ومحمد بن كعب: هي آية من الفاتحة فقط، وحجة النافين عدم التواتر لوقوع الخلاف وهو مدفوع لأن بعض القراء السبعة أثبتها ويلزم من تواترها تواترها والله أعلم.
القرآن: مُحْكَمٌ وَمُتشابه
  ٧٤ - ثُمَّ كتابُ اللَّهِ إمَّا مُحْكَمُ ... مُتَّضِحُ الَمعْنى وَإمَّا مُبْهَمُ
  ٧٥ - أَعْنِيْ بِمَا أُبْهَمَ مَا تَشَابَهَا ... مِنْهُ فَخُذْ مَا قُلْتُهُ مُنْتَبِهَا
  أشار الناظم إلى أن القرآن العظيم: ينقسم إلى محكم، ومتشابه، كما قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران: ٧]، فالمحكمُ لغةً: المتقَنُ، واصطلاحًا: ما أشار إليه بقوله: متضحُ المعنى: أي المحكم: ما اتضح معناه بحيث لم يخف سواء كان نصًّا جليًّا: كقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[الإسراء: ٣٢]. أو ظاهرًا: كدلالة العموم في رَأْيٍ؛ كما سيأتي أو مفهومًا: كدلالة {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: ٢٣]. على تحريم الضَّرْبِ، ومِنْهُ في الأظهر ما قرينته ضرورية، مستندةٌ إلى العقل بلا واسطة نحو: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}[الأحقاف: ٢٥]. أو جَلِيَّةٌ: نحو: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢]، والمتشابهُ: قد أشار إليه بقوله: وَإِمَّا مُبْهَمُ: بمعنى أنه ما خفي معناه، وذلك أنه تعالى أوقع المتشابه مقابلًا للمحكم، واختلف في معناه؛ وحقيقته على أقوال كثيرة؛ فقيل: إِنَّهُ الحروف المقطعة، في أوائل السور، وقيل: آيات السعادة، والشقاوة، وقيل: الناسخ والمنسوخ، وقيل: الأوامر والنواهي، وقيل: القَصَصُ والأمثال؛ ووروده في الكتاب، لفوائد
(١) مالك: هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي أبو عبدالله رأس المالكية وله أتباع كثر في المغرب العربي، توفي (سنة ١٧٩ هـ) صفوة الصفوة ٢/ ٩٩.
(٢) أبو حنيفة: علامة كبير وفقيه شهير إليه ينسب المذهب الحنفي وهو ممن دعا إلى نصرة الإمام الشهيد السعيد زيد بن علي بن الحسين #، توفي | سنة ١٥٠ هـ.
(٣) الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، إمام الديار الشامية، فقيه، زاهد، باحث، (ت ١٥٧ هـ)، أعلام الزركلي ٣/ ٣٢٠.
(٤) ابن المسيب: هو أبو محمد سعيد بن المسيب القرشي أحد كبار فقهاء المدينة والتابعين، روى عن كثير من الصحابة توفي سنة ٧٩ هـ.