تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

3 - القاضي وتفسيره «فرائد القرآن وأدلته»

صفحة 10 - الجزء 1

  الحسنى، ووصف القرآن بأنه فرقان، وأن المعارف مكتسبة⁣(⁣١).

  وبعد أن نقل ابن طاووس عن الجزء الخامس من تفسير القاضي، تجاهل الجزء السادس ولم ينقل عنه، ولا نعلم السبب في ذلك، إلّا إذا كان غير متوفر لديه، فانتقل ابن طاووس للنقل من الجزء السابع، وفيه تفسير الآية ٣٠ من سورة التوبة، والإشارة إلى قول اليهود⁣(⁣٢).

  وبعد هذا النقل عن الجزء السابع، انتقل ابن طاووس مباشرة إلى الجزء التاسع من تفسير القاضي، ولم يشر أبدا إلى الجزء الثامن، ولعله غير متوفر في خزانته، فالمهم أن ابن طاووس نقل لنا من الجزء التاسع من تفسير القاضي تأويله للآية ٣٣ من سورة النور، وتحدث فيها عن (الكتابة)، وأورد رواية ضرب الخليفة عمر بن الخطاب لأنس بن مالك، عندما أمره أن يكاتب أبا محمد بن سيرين، فأبى أنس، فضربه عمر بالدرة حتى كاتبه⁣(⁣٣).

  وحاول ابن طاووس أن يبطل هذه الرواية لأن فيها «تقبيح لذكر الصحابة، وطعن على أنس»⁣(⁣٤)، ورأى ابن طاوس أنّ مشكلة المعتزلة هو اعتبارهم أن هذا الحديث «من الأصول العظيمة في أحاديثهم»⁣(⁣٥)، ومشكلته أنّ فيه تقبيح لذكر الصحابة والطعن فيهم.

  وأخيرا، نقل ابن طاووس من الجزء العاشر من تفسير القاضي، وتأويله للآية ٤ من سورة محمد، وأنكر فيها القاضي أن يكون نزول عيسى # على وجه يعرف، وأن نقض العادات في غير أزمان الأنبياء لا يجوز⁣(⁣٦).

  ومن أسف حقا، أن تكون هذه هي النتف المحدودة التي نقلها ابن طاووس من تفسير «فرائد القرآن وأدلته» للقاضي، ولولا هذه المنقولات، لما عرفنا شيئا من هذا التفسير، بسبب ضياعه وفقدانه.

  وقد أدرجت في آخر هذا العمل، ملحقا بالنتف التي نقلها ابن طاووس من هذا التفسير، فراجعها في مكانها.


(١) راجع الملحق من هذا الكتاب.

(٢) م. ن.

(٣) م. ن.

(٤) ابن طاووس: سعد السعود للنفوس، ص ٣١٢.

(٥) م. ن.

(٦) راجع الملحق من هذا الكتاب.