[4] - قوله تعالى: {قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أ فاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار 16}
  منه تغيير(١).
[٤] - قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَ فَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ١٦}
  قال القاضي: نحن وإن قلنا: إن العبد يفعل ويحدث، إلّا أنا لا نطلق القول بأنه يخلق، ولو أطلقناه لم نقل إنه يخلق كخلق اللّه، لأن أحدنا يفعل بقدرة اللّه، وإنما يفعل لجلب منفعة ودفع مضرّة، واللّه تعالى منزّه عن ذلك كله، فثبت أن بتقدير كون العبد خالقا، إلّا أنه لا يكون خلقه كخلق اللّه تعالى، وأيضا فهو الإلزام لازم للمجبّرة، لأنهم يقولون عين ما هو خالق اللّه تعالى فهو كسب العبد وفعل له، وهذا عين الشرك، لأن الإله والعبد في خلق تلك الأفعال بمنزلة الشريكين اللذين لا مال لأحدهما إلّا وللآخر فيه حقّ. وأيضا فهو تعالى إنما ذكر هذا الكلام عيبا للكفار وذما لطريقتهم، لأن للكفار أن يقولوا على هذا التقدير:
  إن اللّه سبحانه لما خلق هذا الكفر فينا، فلم يذمنا عليه، ولم ينسبنا إلى الجهل والتقصير، مع أنه قد حصل فينا لا بفعلنا ولا باختيارنا(٢).
[٥] - قوله تعالى: {كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ ٣٠}
(١) م. ن ج ١٩/ ١٩.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٢٦ (طبعة دار الكتب العلمية).