[6] - قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أ فلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد 31}
  قال القاضي: وهذا القول أليق بالظاهر، لأن قوله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ} يقتضي أنهم كفروا باللّه. وهو المفهوم من الرحمن، وليس المفهوم منه الاسم، كما لو قال قائل: كفروا بمحمد، وكذبوا به، لكان المفهوم هو، دون اسمه(١).
[٦] - قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ٣١}
  قال القاضي: وهذا يدل على بطلان قول من يجوز الخلق على اللّه تعالى في ميعاده، وهذه الآية وإن كانت واردة في حق الكفار إلّا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إذ بعمومته يتناول كل وعيد ورد في حقّ الفسّاق(٢).
[٧] - قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ ٣٢}
  أ - قال القاضي: لا شبهة في أنه تعالى إنما ذكر ذلك لأجل أن يذمهم به، وإذا كان كذلك امتنع أن يكون ذلك المزين هو اللّه، بل لا بدّ وأن يكون إما شياطين الإنس وإما شياطين الجنّ(٣).
  ب - قال القاضي: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} أي عن ثواب الجنّة لكفره، وقوله:
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٤٢ (طبعة دار الكتب العلمية).
(٢) م. ن، ج ١٩/ ٤٤ (طبعة دار الكتب العلمية).
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٤٥ (طبعة دار الكتب العلمية).