[5] - قوله تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على
  يَشْعُرُونَ ٤٥ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ٤٦ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ٤٧}
  قال القاضي: وزعم أبو علي الجبّائي أنه لم يبعث إلى الأنبياء $ إلّا من هو بصورة الرجال من الملائكة. ثم قال القاضي: لعله أراد أن الملك الذي يرسل إلى الأنبياء $ بحضرة أممهم، لأنه إذا كان كذلك فلا بد من أن يكون أيضا بصورة الرجال، كما روي أن جبريل # حضر عند رسول اللّه ﷺ في صورة دحية الكلبي وفي صورة سراقة، وإنما قلنا ذلك لأن المعلوم من حال الملائكة أن عند إبلاغ الرسالة من اللّه تعالى إلى الرسول قد يبقون على صورتهم الأصلية الملكية، وقد روي أن النبي ﷺ رأى جبريل # على صورته التي هو عليها مرتين، وعليه تأولوا قوله تعالى:
  {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى}[النجم: ١٣](١).
[٤] - قوله تعالى: {يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ٥٩}
  أ - قال القاضي: هذه الآية تدل على بطلان الجبر. لأنهم يضيفون إلى اللّه تعالى من الظلم والفواحش ما إذا أضيف إلى أحدهم أجهد نفسه في البراءة منه والتباعد عنه، فحكمهم في ذلك مشابه لحكم هؤلاء المشركين، ثم قال: بل أعظم، لأن إضافة البنات إليه إضافة قبح واحد، وذلك أسهل من إضافة كل القبائح والفواحش إلى اللّه تعالى(٢).
[٥] - قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٠/ ٣٨.
(٢) م. ن ج ٢٠/ ٥٧.