تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[9] - قوله تعالى: {فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى 70}

صفحة 283 - الجزء 1

  قال القاضي: والأول أظهر، لأنه المطالب بالاجتماع دون موسى #(⁣١).

  ب - قال القاضي: إنه عين اليوم بقوله: {يَوْمُ الزِّينَةِ} ثم عين من اليوم وقتا معينا بقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}⁣(⁣٢).

[٩] - قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى ٧٠}

  وعن عكرمة: لما خروا سجدا أراهم اللّه في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة. قال القاضي: هذا بعيد، لأنه تعالى لو أراهم عيانا لصاروا ملجئين، وذلك لا يليق به قولهم: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا}⁣[طه: ٧٣](⁣٣).

[١٠] - قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ٧٩}

  أما قوله: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ٧٩} فاحتج القاضي به وقال لو كان الضلال من خلق اللّه تعالى لما جاز أن يقال {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} بل وجب أن يقال: اللّه تعالى أضلهم، ولأن اللّه تعالى ذمه بذلك، فكيف يجوز أن يكون خالقا للكفر؟ لأن من ذم غيره بشيء، لا بد وأن يكون هو غير فاعل لذلك الفعل، وإلا لاستحق ذلك الذم⁣(⁣٤).

[١١] - قوله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَ لَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ


(١) م. ن ج ٢٢/ ٧٣.

(٢) م. ن ج ٢٢/ ٧٣.

(٣) م. ن ج ٢٢/ ٨٧.

(٤) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ٩٥.