تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[15] - قوله تعالى: {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى 134}

صفحة 285 - الجزء 1

  سعيد بن جبير عن ابن عباس ®، قال القاضي: هذا القول ضعيف، لأن في القيامة لا بد أن يعلمهم اللّه تعالى بطلان ما كانوا عليه حتى يتميز لهم الحق من الباطل، ومن هذا حاله لا يوصف بذلك إلّا مجازا، والمراد به أنه كان من قبل ذلك كذلك⁣(⁣١).

[١٥] - قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى ١٣٤}

  والقاضي طعن في الخبر⁣(⁣٢)، وقال: لا يحسن العقاب على من لا يعقل⁣(⁣٣).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ١٣٣.

(٢) الخبر المطعون به هو: روي أن أبا سعيد الخدري ¥ قال: قال #:

«يحتج على اللّه تعالى يوم القيامة ثلاثة: الهالك في الفترة، يقول: لم يأتني رسول وإلّا كنت أطوع خلقك لك، وتلا قوله: {لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا}. والمغلوب على عقله، يقول: لم تجعل لي عقلا أنتفع به، ويقول الصبي: كنت صغيرا لا أعقل، فترفع لهم نار، ويقال لهم: ادخلوها، فيدخلها من كان في علم اللّه تعالى أنه شقي، ويبقى من في علمه أنه سعيد، فيقول اللّه تعالى لهم: عصيتم اليوم، فكيف برسلي لو أتوكم».

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ١١٩.