تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد 4}

صفحة 366 - الجزء 1

سورة الإخلاص

[١] - قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ٤}

  أ - وروى محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه (#) قال: إن اليهود سألوا النبي () فقالوا: أنسب لنا ربك. فمكث ثلاثا لا يجيبهم، ثم نزلت السورة. وقريب منه ما ذكره القاضي في تفسيره أن عبد اللّه بن سلام انطلق إلى رسول اللّه () وهو بمكة، فقال له رسول اللّه (): أنشدك باللّه هل تجدني في التوراة رسول اللّه؟ فقال: إنعت لنا ربك. فنزلت هذه السورة فقرأها النبي ()، فكانت سبب إسلامه، إلّا أنه كان يكتم ذلك إلى أن هاجر النبي () إلى المدينة، ثم أظهر الإسلام⁣(⁣١).

  ب - ذكروا في سبب نزول هذه السورة وجوها ... (وثالثها) وهو قول جمهور المفسرين، أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر النبي في إحدى عشرة عقدة وفي وتر دسه في بئر يقال لها: ذوال، فمرض رسول اللّه ، واشتد عليه ذلك ثلاث ليال فنزلت المعوذتان لذلك، وأخبره جبريل بموضع السحر فأرسل عليا #، وطلحة وجاءا به، وقال جبريل للنبي: حل عقدة واقرأ آية ففعل، وكان كلما قرأ آية انحلت عقدة فكان يحد بعض الخفة والراحة. واعلم أن المعتزلة أنكروا ذلك بأسرهم، قال القاضي: هذه الرواية باطلة، وكيف يمكن القول بصحتها، واللّه تعالى يقول: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة: ٦٧]، وقال {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى}⁣[طه: ٦٩]، ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة، ولأنه لو صحّ ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى الضرر لجميع الأنبياء


(١) الطبرسي: مجمع البيان ج ١٠/ ٥٨٩.