ب - الرازي والقاضي عبد الجبار:
  نستنتج من هذا الجدول ومن بعض الإشارات الأخرى، الملاحظات التالية:
  ١ - إن سنة ٥٩٥ هـ هي السّنة التي بدأ فيها الرازي بتأليف تفسيره، وقد صرّح بذلك.
  ٢ - من سنة ٥٩٥ هـ إلى سنة ٦٠٠ هـ: أي في ست سنوات، فسّر الرازي (سبع سور قرآنية فقط)(١)، وهي مكونة من ١١٦٠ آية، لأن في ٢٠ محرم من سنة ٦٠١، وهو بداية هذه السنة، شرع الرازي بتفسير سورة الإسراء كما صرح هو نفسه بذلك.
  ٣ - في سنة ٦٠١ هـ؛ فسّر الرازي (١٠) سور قرآنية، (من سورة الأنفال إلى سورة الإسراء)، لأن سورة الكهف التي تلي هذه السورة، صرح الرازي بأنه بدأ بتفسيرها في شهر صفر من سنة ٦٠٢ هـ.
  ٤ - في سنتي ٦٠٢ هـ و ٦٠٣ هـ: فسّر الرازي (٣١) سورة، من سورة الكهف إلى سورة الفتح، لأن الرازي نفسه صرّح بأن سورة الكهف أتمّ تفسيرها في شهر صفر من سنة ٦٠٢ هـ، وأن سورة الفتح فرغ منها في شهر ذي الحجة، من سنة ٦٠٣ هـ، وهو آخر شهر من السنة الهجرية، والملفت أن في هذا الشهر فقط فسّر الرازي (٧) سور، ولعل أن الرازي قد شعر بأن الأجل قد دنى، فلذلك أجدّ واجتهد في التفسير.
  ٥ - وما بعد سنة ٦٠٣ هـ فسّر الرازي (٦٦) سورة، من سورة الحجرات إلى آخر القرآن. ولا نعلم المدة التي استغرقها الرازي في تفسير هذه السور، لأنه لم يشر أبدا إلى سنة الفراغ من أي سورة من هذه السور، ولو أنني أرجّح أن الرازي قد أنهى تفسيرها في سنة واحدة، فقط، أي سنة ٦٠٤ هـ، لأن هذه السور هي أولا من قصار السور، وعدد آياتها مجموعة لا تتجاوز (١٦٦٤) آية، وكان من
(١) راجع الجدول السابق.