1 - موافقة الرازي للقاضي:
  ويتدخل القاضي في منهج الرازي، فيوافقه على كلامه، ويصفه بأنه «كلام حسن»(١)، ولكنه يعلّق بعد ذلك فيقول: «ولكنه يهدم أصله»(٢)، أو «هكذا قرره القاضي تفريعا على مذهبه»(٣)، أو «هذا هو الأصح على قوله»(٤)، أو «القول كما قال على مذهبه»(٥).
  ويسلّم الرازي بالوجوه التي ذكرها القاضي، ولكنه يعلّق بعد ذلك «ونفرع عليها صحة قولنا»(٦)، فلذلك، نجد الرازي مرة يؤكد على إحدى اعتراضات القاضي، ولكنه يوضح بعدها، الفرق بين طريقته وطريقة القاضي، فيقول: «وبين هذه الطريقة (أي طريقة الرازي) وطريقة القاضي المبنية على أصول الاعتزال بون شديد»(٧)، ومرة أخرى، يوافق الرازي على ترجيح ذكره القاضي، ولكنه يفضّل ترجيحا آخر للمسألة(٨).
  والملفت، أن الرازي عندما يريد أن يذكر آراء المعتزلة في مسألة ما، نجده يختصرها بذكر كلام القاضي، وهذا دلالة على الإعجاب به، فمثلا، وأثناء الردّ على إحدى الإشكالات، يقول الرازي: «قال أصحابنا (أي الأشاعرة)»(٩)، ويعرض رأيهم في المسألة، ولكنه عندما تعرض للمعتزلة فنجده يقول: «وأما المعتزلة فقال القاضي ...»(١٠)، وكذلك، عندما أراد الرازي أن يعرض أقوال
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١١٣.
(٢) م. ن.
(٣) م. ن، ج ١٠/ ٦٥.
(٤) م. ن، ج ٣/ ٢١.
(٥) م. ن، ج ١٠/ ١٥.
(٦) م. ن، ج ٢٩/ ٢٤١.
(٧) م. ن، ج ٢٢/ ١١٣.
(٨) م. ن، ج ٢٢/ ٤٧.
(٩) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١١٣.
(١٠) م. ن.