تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

1 - موافقة الرازي للقاضي:

صفحة 53 - الجزء 1

  ويتدخل القاضي في منهج الرازي، فيوافقه على كلامه، ويصفه بأنه «كلام حسن»⁣(⁣١)، ولكنه يعلّق بعد ذلك فيقول: «ولكنه يهدم أصله»⁣(⁣٢)، أو «هكذا قرره القاضي تفريعا على مذهبه»⁣(⁣٣)، أو «هذا هو الأصح على قوله»⁣(⁣٤)، أو «القول كما قال على مذهبه»⁣(⁣٥).

  ويسلّم الرازي بالوجوه التي ذكرها القاضي، ولكنه يعلّق بعد ذلك «ونفرع عليها صحة قولنا»⁣(⁣٦)، فلذلك، نجد الرازي مرة يؤكد على إحدى اعتراضات القاضي، ولكنه يوضح بعدها، الفرق بين طريقته وطريقة القاضي، فيقول: «وبين هذه الطريقة (أي طريقة الرازي) وطريقة القاضي المبنية على أصول الاعتزال بون شديد»⁣(⁣٧)، ومرة أخرى، يوافق الرازي على ترجيح ذكره القاضي، ولكنه يفضّل ترجيحا آخر للمسألة⁣(⁣٨).

  والملفت، أن الرازي عندما يريد أن يذكر آراء المعتزلة في مسألة ما، نجده يختصرها بذكر كلام القاضي، وهذا دلالة على الإعجاب به، فمثلا، وأثناء الردّ على إحدى الإشكالات، يقول الرازي: «قال أصحابنا (أي الأشاعرة)»⁣(⁣٩)، ويعرض رأيهم في المسألة، ولكنه عندما تعرض للمعتزلة فنجده يقول: «وأما المعتزلة فقال القاضي ...»⁣(⁣١٠)، وكذلك، عندما أراد الرازي أن يعرض أقوال


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١١٣.

(٢) م. ن.

(٣) م. ن، ج ١٠/ ٦٥.

(٤) م. ن، ج ٣/ ٢١.

(٥) م. ن، ج ١٠/ ١٥.

(٦) م. ن، ج ٢٩/ ٢٤١.

(٧) م. ن، ج ٢٢/ ١١٣.

(٨) م. ن، ج ٢٢/ ٤٧.

(٩) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١١٣.

(١٠) م. ن.