1 - موافقة الرازي للقاضي:
  المعتزلة في أقسام السحر، نجده يقول: «وقد ذكرها القاضي ولخّصها في تفسيره وفي سائر كتبه، ونحن ننقل تلك الوجوه وننظر فيها»(١)، وأما تشبيه الحياة الدنيا بالنبات، فنجد الرازي يقول: «بأنها تحتمل وجوها لخّصها القاضي (رحمة اللّه)»(٢).
  ومرة أخرى، وفي أمر منهجي، نجد الرازي ينقل مقطعا طويلا حول رؤية اللّه تعالى نقلا عن تفسير القاضي، فيقول: «ولو أن المسألة منفصلة عن علم التفسير، وإنما تخاض في الأصول»(٣)، ولكنه، يعود ويبرّر هذا النقل فيقول ما نصّه «ولمّا فعل القاضي ذلك فننقلها ونجيب عنها»(٤). وأحيانا، ينقل الرازي كلاما طويلا ويقول بعد ذلك «وأكثر هذه الفصول من كلام القاضي»(٥).
  ويشير الرازي مرة إلى أن القاضي قد التزم بقول أصحاب الرازي من الأشاعرة(٦)، ويذكر له ردّا على إشكال قد يثار على رأي الجبّائي(٧).
  وفي إحدى المرات، نجد الرازي يوافق القاضي في جانب من كلامه في ردّه على المجسّمة، ولكنه يخالفه في الوقت عينه في جانب آخر من هذا الكلام(٨)، أو أحيانا أخرى يعلّق الرازي «وهذا الوجه الذي ذكره القاضي حسن إلّا أن الاعتماد على الأول»(٩)، أي على ما ذكره الرازي نفسه.
  ومرّات أخرى، يصرح الرازي بصحّة قول القاضي فيقول: «يمكن أن
(١) م. ن، ج ٣/ ١٨٧ ١٩٢.
(٢) م. ن، ج ١٧/ ٥٩ و ٦٠.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ١٣/ ١٠٦.
(٤) م. ن.
(٥) م. ن، ج ١٦/ ١١٢.
(٦) م. ن، ج ١٤/ ٦٩.
(٧) م. ن، ج ٢/ ٦٥.
(٨) م. ن، ج ١٣/ ٦٩.
(٩) م. ن، ج ٧/ ٤٨.