تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

1 - موافقة الرازي للقاضي:

صفحة 54 - الجزء 1

  المعتزلة في أقسام السحر، نجده يقول: «وقد ذكرها القاضي ولخّصها في تفسيره وفي سائر كتبه، ونحن ننقل تلك الوجوه وننظر فيها»⁣(⁣١)، وأما تشبيه الحياة الدنيا بالنبات، فنجد الرازي يقول: «بأنها تحتمل وجوها لخّصها القاضي (رحمة اللّه)»⁣(⁣٢).

  ومرة أخرى، وفي أمر منهجي، نجد الرازي ينقل مقطعا طويلا حول رؤية اللّه تعالى نقلا عن تفسير القاضي، فيقول: «ولو أن المسألة منفصلة عن علم التفسير، وإنما تخاض في الأصول»⁣(⁣٣)، ولكنه، يعود ويبرّر هذا النقل فيقول ما نصّه «ولمّا فعل القاضي ذلك فننقلها ونجيب عنها»⁣(⁣٤). وأحيانا، ينقل الرازي كلاما طويلا ويقول بعد ذلك «وأكثر هذه الفصول من كلام القاضي»⁣(⁣٥).

  ويشير الرازي مرة إلى أن القاضي قد التزم بقول أصحاب الرازي من الأشاعرة⁣(⁣٦)، ويذكر له ردّا على إشكال قد يثار على رأي الجبّائي⁣(⁣٧).

  وفي إحدى المرات، نجد الرازي يوافق القاضي في جانب من كلامه في ردّه على المجسّمة، ولكنه يخالفه في الوقت عينه في جانب آخر من هذا الكلام⁣(⁣٨)، أو أحيانا أخرى يعلّق الرازي «وهذا الوجه الذي ذكره القاضي حسن إلّا أن الاعتماد على الأول»⁣(⁣٩)، أي على ما ذكره الرازي نفسه.

  ومرّات أخرى، يصرح الرازي بصحّة قول القاضي فيقول: «يمكن أن


(١) م. ن، ج ٣/ ١٨٧ ١٩٢.

(٢) م. ن، ج ١٧/ ٥٩ و ٦٠.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ١٣/ ١٠٦.

(٤) م. ن.

(٥) م. ن، ج ١٦/ ١١٢.

(٦) م. ن، ج ١٤/ ٦٩.

(٧) م. ن، ج ٢/ ٦٥.

(٨) م. ن، ج ١٣/ ٦٩.

(٩) م. ن، ج ٧/ ٤٨.