الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(230) مسألة: التكبير في الركوع والسجود

صفحة 233 - الجزء 1

(٢٣٠) مسألة: التكبير في الركوع والسجود

  قال الإمام القاسم #: وأما التكبير في كل ركوع وسجود، قبل ما سنذكره إن شاء الله من التشهد، فتقول كلما ركعت، أو خفضت أو رفعت: الله أكبر، فإذا أنت كبَّرت وقلَّلْت بعد أو كثَّرت، فقد أديت في التكبير ما [به] أمرت، وذلك فهو - إن شاء الله، من الخشوع، إلا في رفعك لرأسك - ولا قوة إلا بالله - من الركوع، فإنك تقول: سمع الله لمن حمده، وتأويلها: قَبِلَ الله من شكَره فعبده⁣(⁣١).

(٢٣١) مسألة: ما يقال في التشهد والذكر والدعاء

  قال الإمام القاسم #: وأما ما جاء في التشهد والذكر والدعاء، من القعود في كل ركعتين من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وما يلزم كل مصل في صلاته من القعود، بعد الفراغ من كل ما فيها من السجود، فمن دلائل ذلك وعلمه، وما دل الله به عليه من حكمه، قوله سبحانه لرسوله ÷، فيمن كذب بها وتولى: {أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠}⁣[العلق: ٩ - ١٠]. ثم قص - سبحانه - مِن ذِكره، وما وعد من النكال في خلافه لأمره، فيما نزل في هذه السورة من وحيه، وما ذكر سبحانه عن الصلاة من نهيه، ثم قال سبحانه لرسوله ÷: {كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩ ١٩}⁣[العلق: ١٩]، وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ٨}⁣[الشرح: ٧ - ٨]. فمن الاقتراب، والرغبة والانتصاب، القعود بعد الفراغ في كل صلاة، للطلب إلى الله والرغب والمناجاة، ومن ذلك ما جاء


(١) مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم: ٢/ ٥٤٦.