الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(34) مسألة: الدعاء عند الوضوء

صفحة 111 - الجزء 1

  بيسري يديه غسلاً منقياً سابغاً، يأتي به على حدود مناهي الكعبين، ومسح باطن الرجلين، وظاهرهما بيسرى يديه، وخلل بالماء في إفراغه له ما بين أصابع رجليه، فإنهما أولى أعضائه كلها بالغسل والوضوء والتطهير، لمباشرته بهما الأماكن الدنس والأقاذير، يبدأ في غسله لرجليه بيمناهما قبل غسله ليسراهما، فإذا فعل ذلك كله، فقد أتم بإذن الله طهوره واكمله، ومن لم يغسل من ذلك كله ما أمر الله بغسله، فهو عندنا في ذلك كمن لم يتوضأ، ولم ينتفع مع تركه لذلك بما أدى، ولزمه - بتقصيره - إعادة ما صلى. ووجب عليه الوضوء لما ترك منه مستقبلاً.

  وتأويل الوضوء في اللسان: فإنما هو الإنقاء. كما قلنا لكل ما وضي أو توضا⁣(⁣١).

(٣٤) مسألة: الدعاء عند الوضوء

  قال الإمام القاسم #: ويقول عند غسله للفرجين، «اللّهُم حَصَّنْ فرجي عن معاصيك»، ثم يغسل يسري يديه، ثم يستاك عرضاً، ويتمضمض ويستنشق من غرفة واحدة ثلاثاً ويقول: «اللَّهُمَّ لَقّنِّي حجتي يوم ألقاك، اللَّهْم لا تحرم عليّ رائحة الجنة برحمتك»، ثم يغسل وجهه من مقاص الشعر إلى الذقن واللحية ويدلك وجهه ويخلل لحيته، ويقول: «اللَّهُم بيِّض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه»، ثم يغسل ذراعيه اليمنى أولاً مع مرفقهما بكفه اليسرى وذراعه اليسرى بكفه اليمنى، ويقول: «اللَّهُم اعطني كتابي بيميني واغفر ذنبي، اللَّهُم لا تُؤتني كتابي


(١) كتاب الطهارة، ضمن مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم: ٢/ ٤٩٧ - ٤٩٨.