الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

(505) مسألة: في وقت الإفطار

صفحة 384 - الجزء 1

  الصوم؛ لأن الله ø لا يكلف نفساً إلَّا وسعها، وأكثر ما قيل في ذلك إطعام مسكين لكل يوم يفطره⁣(⁣١).

(٥٠٥) مسألة: في وقت الإفطار

  قال الإمام القاسم #: وقت الإفطار: أن يغشى الليل، ويذهب النهار، ويبدو نجم في أفق من آفاق السماء؛ لأن الله ø يقول: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبٗاۖ}⁣[الأنعام: ٧٦](⁣٢).

  وسئل الإمام القاسم # عن وقت المغرب إذا غابت الشمس أو يؤخر إلى اشتباك النجوم؟

  فقال: فعل أهل البيت إلى أن تستبين النجوم، أو كلمة تشبه الاشتباك⁣(⁣٣).


(١) الجامع الكافي: ٣/ ٢٣١، كتاب الصوم، مسألة رقم (٨٢٨)، أمالي الإمام أحمد بن عيسى: الجزء الأول، كتاب الصيام، باب من رخص له في الإفطار في شهر رمضان وأمره أن يقضي.

وهو قول الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام: ١/ ٢٥٩.

(٢) الجامع الكافي: ٣/ ٢٣٢، كتاب الصوم، مسألة رقم (٨٢٩)، أمالي الإمام أحمد بن عيسى: الجزء الأول، كتاب الصيام، باب وقت الإفطار ومن كان يفطر قبل الصلاة، الأحكام: ١/ ٢٤٠.

قال الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام: ١/ ٢٤٠: وقت الإفطار عندنا وعند كل من كان ذا احتياط في دينه ومعرفة بصحيح فعل نبيه ÷ تسليما فهو غشيان الليل للصائم؛ وغشيانه له فهو أن يجن عليه، وعلامة دخوله وحقيقة وقوعه أن تري كوكباً من كواكب الليل التي لا ترى إلا فيه، كما قال الله سبحانه: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبٗاۖ}، فأما ما يرويه من قل تميزه وجهل وقت ليله من الرواية فلا يصدق بها ولو رويت عن بعض العلماء فكيف بالرسول المصطفى، وهي أنهم زعموا أن رسول الله ÷ أمرهم أن يفطروا قبل غشيان الليل لهم وهجومه عليهم، فأفطر كثير من الناس بهذه الرواية والشمس ساطع نورها في مغربها، لم يمت شعاعها، ولم يتغير لون مغربها، فأبطلوا بذلك صيام يومهم، ولبسوا الحق على أنفسهم، وخلطوا على المسلمين برواياتهم.

(٣) الجامع الكافي: ٣/ ٢٣٢، كتاب الصوم، مسألة رقم (٨٢٩).