الروض الباسم في فقه الإمام القاسم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

كتاب السيرة

صفحة 66 - الجزء 2

  فقال علي: يا رسول الله على ما يُجاهد الذين يقولون آمنا؟!

  فقال رسول الله ÷: «تجاهدونهم على الإحداث في الدين».

  فقال علي: يا رسول الله إنك تقول تجاهدونهم، كأني سأبقى بعدك إلى مجيء الفتنة، فأعوذ بالله والرسول أن أؤخر بعدك، فادع إلى ربك أن يتوفاني قبل ذلك.

  فقال رسول الله ÷: «ما كنتَ حقيقاً أن تأمرني أن أدعو الله لك أن يقدم أجلك قبل ما أجَّل الله وقضي! والله يقول سبحانه: {وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ}⁣[ال عمران: ١٤٥]».

  فقال علي ¥: يا رسول الله فما هذه الأحداث التي نجاهدهم عليها؟

  قال: «ما خالف القرآن وخالف سنتي، إذا عملوا في الدين بغير الدين، وإنما الدين أمر الرب ونهيه».

  قال علي: يا رسول الله فإنك قلت يوم أحد إذ استشهد من المؤمنين من استشهد فأخرت عني الشهادة فرأيت وجدي وأسفي: إن الشهادة من ورائك.

  فقال رسول الله ÷: «فإن ذلك إن شاء الله كذلك. وكيف تري صبرك إذا خضبت هذه من هذا، وأهوى بيده إلى لحيته وراسه»؟!

  فقال علي ¥: ليس ذلك يا رسول الله حينئذ من مواطن الصبر، ولكنه من مواطن البشري والشكر.