المرتبة الثالثة إذا بلغ الصبي حالة التمييز
  وأخبار الأبرار، وحكاية أهل الصلاح في الزهد في الدنيا، وحسن الرياضة للنفس؛ فينغرس في قلبه حب الصالحين.
  الأدب التاسع: ينبغي أن يُحفظ عن الأشعار التي فيها ذكر العشاق، ويُحفظ عن مخالطة من هذه حاله في اتباع الهوى؛ فإن ذلك مهما انغرس في قلوب الصبيان فإنه يبذر الفساد في النفوس.
  الأدب العاشر: أن يعوَّد كتابة الخط، وحفظ الأمثال الشعرية؛ فإن ذلك صفة كمال وزينة، وقد قال أمير المؤمنين - كرم الله وجهه -: «عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق».
  الأدب الحادي عشر: إذا ظهر من جهة الصبي فعل جميل وخلق حسن؛ فينبغي أن يكرم عليه، ويجازى بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه، ولا يهتك ستره في ملأ من الخلق، ولا يكاشف في وجهه، ويظهر له أن مثل هذا لا يتجاسر عليه أحد، لا سيما إذا ستره الصبي وأخفاه.