تربية الأبناء منتزع من كتاب تصفية القلوب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المرتبة الثالثة إذا بلغ الصبي حالة التمييز

صفحة 36 - الجزء 1

  التمطط عند المشي مكروه - أيضاً - وقد نهي عنه⁣(⁣١).

  الأدب التاسع عشر: ينبغي أن يمنع من الافتخار على أقرانه وأمثاله بشيء مما يملكه أبواه، أو بشيء من مطاعمه وملابسه ولوحه ودواته⁣(⁣٢)، ويعود التواضع والإكرام لكل من عاشره من الصبيان ويلطف في الكلام معهم.

  الأدب العشرون: يمنع أن يأخذ على الصبيان من أمثاله شيئاً إذا كان من أهل الشرف والرئاسة، ويقرر في نفسه أن الأخذ لؤم وخسة ونزول قدر، وأن الإعطاء كرم وشرف، وإن كان من أولاد الفقراء فيقرر في نفسه أن الأخذ طمع، وفي الطمع مهانة ومذلة، وأن ذلك من دأب الكلاب فإنه يتذلل في انتظار لقمة.


(١) وفيه عن الرسول ÷: «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم، سلط بعضهم على بعض». الطبراني في الأوسط برقم (١٣٢)، مجمع الزوائد (١٠/ ٢٣٧)

(٢) اللوح والدواة كانت - في الماضي - عبارة عن الدفتر والقلم في الوقت الحاضر، والنعم تتعاظم على أبناء هذا الزمان من عدة نواحي، فوسائل التعليم لم تعد تقتصر على القلم والدفتر، بل امتدت إلى الكمبيوتر والانترنيت، وغير ذلك من الوسائل الحديثة، ولكنهم لم يؤدوا حقها، ولم يستغلوها الاستغلال المطلوب في خدمة الدين ونشر الفضائل والتحذير من الرذائل.