تربية الأبناء منتزع من كتاب تصفية القلوب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 8 - الجزء 1

  صحيح: إن إنسان عصرنا الراهن قطع أشواطاً بعيدة في ميادين العلوم والاكتشافات، واستطاع أن يغزو الفضاء، إلا أنه في الجانب الديني ظل عاجزاً، ولذلك وقع في القلق والتوتر، ولو أنه تمسك بالجانب الديني إلى جانب ما قطعه الأشواط الاكتشافية لشعر بالسعادة، والحياة الآمنة في الدنيا من والآخرة.

  فكلما تنكب الإنسان عن صراط الله المستقيم، وتخلى عن تعاليم السماء، ورسالات الأنبياء، تجرع علقم الحياة، وغصص العيش المرير.

  ومن المعروف أن المدارس التربوية الحديثة، والفلسفات التربوية الغربية لم تفلح في إنقاذ الإنسانية مما هي فيه، ففي المستوى العام تجد مجتمعاً مفكك الأوصال واهن العرى، لا شيء يحكمه سوى الطغيان المادي، وفي المستوى الخاص تجد الفرد ينحدر وراء دوافع غريزته ورغائب شهوته، وعلى كل المستويات ترى ضياعاً وانحطاطاً وتفسخاً.