تربية الأبناء منتزع من كتاب تصفية القلوب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 9 - الجزء 1

  والحل الصحيح لهذه المشكلات ولضمان حياة سعيدة هو: العودة الحقيقية إلى تعاليم الدين الإسلامي المواتي لفطرة الإنسان وتوثيق العلاقة به، وجعل العلاقة بالناس محكومة بمعالم التقوى والخوف من الله وحده، والتأهب للقائه، واستخدام ما سخره من قوى الطبيعة استخداماً متزناً، لا شطط فيه، ولا غرور، ولا ظلم، وبهذا يحقق الإنسان أداء الأمانة التي حملها، كما حكى الله تعالى عنه بقوله ø: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢}⁣[الأحزاب: ٧٢]، ويحقق الهدف المنشود من الحياة، ويكسب رضاء الله تعالى.

  ولا يتأتى ذلك إلا بالتربية الإسلامية التي أصبحت ضرورة حتمية، وقضية إنسانية، لتخليص البشرية من الدمار والضياع، وإنقاذها من ويلات الحرمان والاستسلام والطغيان والظلم، وذلك بما تغرسه هذه التربية في الإنسان من العزة والكرامة والتواضع والاستقامة.