باب صفة الحج
  عقيبَ الصلاة، ولَبَّي. وعنه ÷ أنه عَلَّمَ امرأةً فقال: «قُولِي لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، وَمَحِلِّي مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ حَبَسْتَنِي»(١).
  مسألة: ثم يلبي فيقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريكَ لك، لبيك بحجة مفردةٍ تَمَامُها وبلاغُها عليك، ويدعو بما شاء)؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه كان يلبي فيقول: «لَبَّيْكَ الَلهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيْكَ لَكَ»(٢). وروي جابر بن عبيدِالله أن النبي ÷ لزم تلبيتَه هذه(٣)، وزاد الناسُ على ذلك فلم يَرُدَّ عليهم شيئاً(٤).
  مسألة: (وينهض من موضعه مُلَبِّياً رافعاً بما صوتَه)؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «أتَانِي جِبْرِيلُ # وَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أصْحَابِي وَمَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلاَلِ، أوْ قَالَ: بِالتَّلبيَةِ»(٥).
  مسألة: (ولا يَلبس المخيطَ، ولا يغطي رأسَه بشيء، ولا يقطع التلبية مرةً بعد أخرى): أما لباس المخيط وتغطيةُ الرأس فقد ذكرنا نَهْيَ النبي ÷ عن ذلك. وأما ملازمة التلبية فلما رواه جابر أنه ÷ لزم تلبيته.
= جبل البيداء أهلّ، ومثله في مسند أحمد رقم ١٣١٧٦، وسنن النسائي رقم ٣٦٤٢، وشرح معاني الآثار ٢/ ١٢٠.
(١) شرح التجريد /١٧٤، والحديث ذكره الأمير الحسين في الشفاء ٢/ ٣٣ بلفظ مقارب، وأبو داود رقم ١٧٧٦، والبيهقي ٥/ ٢٢٢، والمعجم الكبير ١١/ ٣٣١ رقم ١١٩٠٩، وابن ماجه رقم ٢٩٤٣.
(٢) المسند ص ٢٢٥، وشرح التجريد ٢/ ١٧٤، والشفاء ٢/ ٣٣، والاعتصام ٣/ ٣٦، والبخاري رقم ١٤٧٤، ومسلم رقم ١١٨٤.
(٣) رواه مسلم رقم ١٢١٨، وأبو داود رقمه ١٩٠٥، وابن ماجه رقم ٣٠٧٤.
(٤) الزيادة رواها الإمام زيد في المسند ص ٢٢٥ قال بعد ذكر حديث التلبية: وإن شئت زدت على ذلك، و درر الأحاديث ص ٨٥.
(٥) شرح التجريد ٢/ ١٧٤، وأصول الأحكام، والشفاء ٢/ ٤١، وأبو داود رقم ١٨١٤، والبيهقي ٥/ ٤٢، والمعجم الكبير ٧/ ١٤٢ رقم ٦٦٢٦.