باب صفة الحج
  فصل: ثم يستلمُ الأركان في طوافه، فإن لم يمكنه الاستلامُ أشار إليها؛ لما روي عن النبي ÷ أنه استلم الركن، وروي أنه كان يُشِيرُ إليه(١).
  مسألة: (ثم يصلي خلف مقام إبراهيم # ركعتين)؛ لما روي عن النبي ÷ أنه ما طاف أسبوعاً إلا وصلى عند المقام ركعتين(٢). وروي أنه ÷ قرأ في ركعتي الطواف {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}(٣).
  مسألة: (ثم يخرج فيسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، يهرولُ في كل واحدة منها بين الميلين)؛ وذلك لما روي جابر أن النبي ÷ رجع بعد الصلاةِ خلفَ المقامِ إلى الركن فاستلم، ثم رجع من الباب إلى الصفا، فلما أتى الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨]، «أَبْدَأُ بما بَدَاَ اللهُ بِهِ» فبدأ بالصفا فصعد عليها حتى رأى البيت، فوحَّدَ اللهَ وكبَّره، وقال: «لاَ إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ ولَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى وَيُمِيْتُ وَهُوَعَلَى كُلِّ شِيءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ، أَنْجَزَوَعْدَهُ، ونَصَرَعَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثم دعا بين ذلك، فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروةِ حتى إذا انتصبت قدماه فَرَمَلَ في بطن الوادي حتى إذا صعدتا مشي، حتى أتى المروة ففعل على المروةِ مثلَ ما فعل على الصفا(٤).
  مسألة: (وإذا أراد الخروجَ إلى عرفةَ بات ليلة عرفَة بِمِنىً، إن أمكنه، ثم غدا إلى عرفة ومكث بها حتى إذا زالت الشمس جمع بها بين الظهرِ والعصرِ
(١) أبو داود رقم ١٨٧٥ وما بعده، ومسلم رقم ١٢٦٧ وما بعده، والنسائي رقم ٢٩٤٨.
(٢) شرح التجريد ٢/ ١٨٤، وأصول الأحكام، وأبو داود رقم ١٨٨١، وابن ماجه رقم ٢٩٥٨.
(٣) شرح التجريد ٢/ ١٨٤، وأصول الأحكام، والشفاء ٢/ ٣٩، وأبو داود رقم ١٩٠٥، وابن ماجه رقم ٣٠٧٤.
(٤) شرح التجريد ٢/ ١٨٥، وأصول الأحكام، والشفاء ٢/ ٣٩، ومسلم رقم ١٢١٨، وأبو داود رقم ١٩٠٥، وابن ماجه رقم ٣٠٧٤.