باب صفة الحج
  [قصرا] بأذان واحد وإقامتين، ثم وقف بها في الموقف يدعو ويذكر الله سبحانه إلى غروب الشمس). وذلك لما روى جابر أن النبي ÷ أتى منىً يوم التروية فبات بها، ثم سار منها بعد طلوع الشمس يومَ عرفة حتى أَتى عرفة، فلما زاغت الشمس خطب الناسَ، ثم أذَّن بلالٌ وأقام فصلى الظهرَ، ثم أقام فصلى العصر، ولم يفصل بينهما، ثم ركب حتى أَتى الموقف واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً(١)، وفي رواية أخرى أنه ÷ وقف بعرفةَ داعياً، ومُهَلِّاً إلى أن وَجَبَتِ الشمسُ(٢).
  مسألة: (ويفيض إلى مزدلفة، فإذا وصلها جمع ما بين المغرب والعشاء الآخِرة [قصرا]، ويبيت بها حتى يصبح)؛ وذلك لما روي جابر أن النبي ÷ أتى المزدلفةَ فصلى بها المغربَ والعشاءَ الآخِرةَ بأذان واحد و إقامتين ولم يُسَبَّحْ، [أي لم يفصل] بينهما، ثم اضطجع رسولُ الله ÷ حتى إذا طَلَعَ الفجرُ صلي الصبحَ حين تبين له الصبح(٣).
  مسألة: (ثم يَقِفُ عند المشعر(٤) الحرام ساعةً يذكر الله سبحانه، ثم يغدو إلى مَنى، فإذا مَرَّ بوادي مُحَسِّراً وهو موضع معروف هنالك سعي حثيثاً)؛ وذلك لما روي جابر أن النبي ÷ أتي المشعرَالحرام فقام عليه واستقبل القبلة فدعا الله ø، وهلَّلَهُ، وكبَّرَه، ووحَّده، ولم يزل واقفاً حتى أسفر جِدًّا، ثم
(١) شرح التجريد ٢/ ١٩٠، وأصول الأحكام، وذكر الحديث مجزءاً في الشفاء ٢/ ٤٢، ومسلم رقم ١٢١٨.
(٢) شرح التجريد ٢/ ١٩١، وأصول الأحكام.
(٣) شرح التجريد ٢/ ١٩١، وأصول الأحكام، والشفاء ٢/ ٤٧، ومسلم رقم ١٢١٨، وابن ماجه رقم ٣٠٧٤، والبيهقي ٥/ ٦.
(٤) المرور بالمشعر مستحب عند الشافعية والحنفية.