شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 91 - الجزء 1

  فصل: واللحد للميت أولى من الضَّرْح، والضرح هو الشق في وسط القبر؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «اللَّحْدُ لَنَا، وَالضَّرْحُ لِغَيْرِنَا»⁣(⁣١).

  فصل: ويستحب وضع الجنازة عند مؤخرالقبر⁣(⁣٢)، ثم تُسَلُّ سلاَّ رفيقاً، فإذا وُضِعَ الميت في قبره، وُضِعَ على جنبه الأيمن، مستقبلَ القبلة، فإذا نُضِّدَ اللَّبِنُ على لحده، حثي كلُّ واحد في القبر ثلاث حثيات من التراب، ويُرَبَّعُ⁣(⁣٣) قبرهُ، ويرش عليه الماء؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه حضرعلى جنازة رجل من بني عبد المطلب فجلس على شفير القبر، ثم أمر بالسرير فوضع من قِبَلِ رِجْلِ اللحد، ثم أمر به فَسُلَّ سَلاًّ، ثم قال: «ضَعُوهُ فِي حُفْرَتِهِ لِجَنْبِهِ الأَيْمَنِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ وَقُولُوا: بِاسْمِ اللهِ، وبِاللهِ وَفِي سَبِيْلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ÷؛ لاَ تَكُبُّوْهُ لِوجْهِهِ وَلاَ تُلْقُوهُ لِقَفَاهُ، ثُمَّ قُوْلُوْا: اللَّهُمَّ لَقِّنْهُ حُجَّتَهُ، وصَعِّدْ بِرُوحِهِ، وَلَقِّهِ مِنْكَ رِضْواناً». فلما أُلقِيَ عليه الترابُ قام رسول الله ÷ فَحَثَى في قبره ثلاث حثيات، ثم أمر بقبره فَرُبِّعَ ورُشَّ عليه قِرْبَةٌ من ماء، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو، ثم قال: «اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جِسْمِهِ، وَصَعِّدْ رُوْحَهُ، وَلَقِّهِ مِنْكَ رِضْوَاناً»⁣(⁣٤).


(١) الأمالي ٢/ ٨٣٧، وشرح التجريد ١/ ٢٤٩، والشفاء ١/ ٥٠٤، وأصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ١٨٧، والترمذي رقم ١٠٤، والمعجم الكبير ٢/ ٣١٩ رقم ٢٣٢٩، وفتح الباري رقم ١٢٨٨.

(٢) وقالت الحنفية: يؤتى بالميت من جهة القبلة فيدلى إلى القبر عرضا لا طولاً.

(٣) قالت الحنفية: التسنيم أفضل وهو أن يجعل ترابه مرتفعا عليه مثل سنام البعير.

(٤) المسند ١٧٣، والأمالي ٢/ ٨٥١، وشرح التجريد ١/ ٢٤٩، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٥٠٨، والاعتصام ١/ ١٨٨، ومعناه في ابن ماجه رقم ١٥٥٣ عن ابن عمر، ومثله البيهقي ٤/ ٥٥.