ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته
  بلا عشاء، وخيله ودوابه بلا علف ولا حسيك، وأكرموا آخرين ممن كان معه خوفاً منهم ومداراة لهم، ولم يلتفتوا إلى الإمام # ولا سألوا عنه، فأنزل الله عليهم المرض حتى مات أكثرهم، وبقي منهم جماعة قليلة فجاءوه إلى كوكبان فقصوا له خبرهم واعتذروا إليه وسألوه الدعاء لهم إلى الله، فعذرهم ودعا لهم فرفع الله عنهم.
  ومنها: ما رواه الفقيه الفاضل الورع الصادق علي بن أحمد بن الحسين الأكوع(١)، قال: لَمَّا سمعت بذكر الراية الخضراء التي نظرها الأمير نظام الدين أبو الفتح بن محمد يوم قدومهم إلى شبام يريدون لقاء الإمام #، وكان في معسكرهم ثلاث رايات فواحدة للأمير المذكور، وراية للأمير المنتصر بالله العفيف محمد بن المفضل، وراية للأمير الفاضل محمد بن فليتة القاسمي، قال الفقيه: فتقدمت إليه وهو في صرحة المسجد الجامع بمدينة شبام بعد اللقاء ومراح الكل إلى شبام، وسألته بحضرة الإمام # قصة الراية الخضراء الرابعة التي رويت عنه، فحكى أنهم لَمَّا طلعوا من الأهجر(٢) صاروا في القاع الذي هو أعلى من باب الأهجر تأخر عن صاحبه لحاجة فرأى راية خضراء
(١) العلامة المجاهد، إمام الناسكين، وسيد السالكين، صاحب الجهاد والاجتهاد، والسبق لأهل الفضل والاقتصاد، علي بن أحمد بن الحسين بن المبارك بن إبراهيم الأكوع | ورضي عنه، هو سيد الشيعة وإمامهم وحجتهم، كان عمار زمانه، وسلمان أوانه، بطانة خالصة لآل محمد ÷ بقول وفعل، ناصر الإمام المنصور بالله وشاركه في فعله المشكور، وله كتاب في اختيارات الإمام المنصور بالله #، ولم أقف على تاريخ وفاته، وأما قبره فهو في مسجد الملاحة هجرة بيت الأكوع من مرهبة.
(٢) الأهجر: بلدة حميرية في بلاد الأتلا من أعمال ذمار بالقرب من قرية ورقة شرقي ذمار، ويطلق الأهجر: على بلد من ناحية شبام كوكبان فيه جملة قرى ومزارع وعيون جارية.