وهذه النسخة من ذلك القبيل، فهي مبتورة من أولها، وهناك نقص كثير في أوراقها، وقد حاولت بقدر المستطاع والإمكان بحسب ما لدي من المراجع التاريخية، أن أكمل بعض النقص الحاصل فيها، وقد أشرت إلى تلك المواضع في هوامش السيرة.

  أما بالنسبة للمراجع التاريخية التي أفادتنا بعض الإفادة في تغطية بعض النقص الحاصل، والذي سوغ لنا الإكمال والتتميم منها، هو ما يذكره مؤلفوها ومصنفوها من النقل عن مصنف السيرة أبي فراس بن دعثم، وهي كما يلي:

  أولاً: كتاب الدر المنثور في فضائل الإمام المنصور، وقد أكملت به من أولها بعض المباحث المتعلقة بمولده ونشأته وبعض صفاته، وقد أوردت هذه السيرة المباركة في أول الجزء الثاني من السعي المشكور في فتاوى الإمام المنصور بالله #، استغنيت بها عن ترجمة الإمام #، ولإتمام الفائدة.

  ثانياً: كتاب الشافي والحدائق الوردية ومطلع البدور وذلك في تراجم آبائه $، أما الشافي فالإمام # ترجم لآبائه $ في الجزء الثاني في سياق إيراده لسند مذهبه، الذي أخذه عن آبائه، وأما صاحب الحدائق الوردية فهو يحكي عن ما أدركه، أو نقل وروى عمن أدرك ذلك الزمان، وأما صاحب مطلع البدور فهو ينقل عن صاحب السيرة بلفظه، فأوردنا في كل ترجمة ما نقله عن صاحب السيرة.

  ثالثاً: الآلئ المضيئة للعلامة الكبير أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، والتحفة العنبرية في المجددين من أبناء خير البرية، للعلامة النسابة الشهير بأبي علامة محمد بن الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين، فإنهما نقلا من السيرة المنصورية لأبي فراس نقولاً واسعة، ومباحث متكاملة، على اختصار في