السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[عدد جنود الإمام #، وجنود الغز]

صفحة 183 - الجزء 1

  وطمعوا، وعمل فيهم الدينار والدرهم، فوصل إلى بوزبا جماعة منهم فخلع عليهم، ووعدهم بالتقديم في البلاد، وأعطاهم الأموال لهم ولمن بقي في محطة الإمام من مشايخهم، وصاروا يبينون لهم عورات المحطة، ويوضحون أخبارها، وصار من في محطته # من المرجفين يذكرون للعسكر بأن كبارهم قد خالفوا على الإمام #، فوقع ذلك الفساد في قلوب الناس والرعب.

  فلما علم بما قد وقع من الخلل في العسكر جمعهم وشددهم، وأمرهم بالصبر والجهاد، فوعدوه بذلك، وقد صار في قلوبهم ما فيها، وبلغ العلم إلى الغز، فتقوت عزائمهم وتحركوا للحرب ووصول المحطة، فأمر الإمام الناس بالإمساك عن القتال وترك العجلة فلم يتقيد له الناس، وتقدموا في لقاء الغز وغلبوا على أمرهم، فلما التقى الجمعان وتصادمت الخيل انهزم من كان في نفسه الفساد، ومن قد وعد بالطمع من عسكره #، وانهزم الباقون لانهزامهم، وتبعهم (بوزبا) وأصحابه، وقد تأهب الإمام في المحطة للحرب بمن بقي معه، فاجتمع إليه جماعة يشيرون بالانصراف فقال #: (لا بد من لقاء القوم)، فاجتهدوا في تأخيره فلم يساعدهم، ونزل في جماعة قليلة يؤم القوم حتى لقيهم وجهاً لوجه، وقد تقلل الناس وما بقي معه من الخيل إلا ثمانية فرسان أو تسعة، فيهم الشريف الأجل شريف بن علي القاسمي، وعامر بن عبد الله، وحاتم بن معن القبيبان، وجحاف بن ربيع الأرحبي الدعامي، والأمير عماد الدين يحيى بن حمزة، وقدر خمسة عشر راجلاً: فيهم الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم، والشريف جعفر بن الحسين الحمزيان، وكان انحدارهم من المحطة والعسكر في نهاية الهزيمة، فلما رأوا راية الإمام # قاصدة رايتهم لم يكن لهم همة إلا قصده فكان ذلك سبب قلة القتل وسلامة الناس، وقد كانت