الدعوة العظمى للإمامة مع ذكر البيعة وكتاب الدعوة العامة
  وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ٢٨}[الأنفال]، ونحن نرجو إن صدقتم الله تعالى أن يجعل لكم عاقبة الدار، فلا تستكثروا أموال الفجار، فإنها زادهم إلى جهنم، وجند الله هم الغالبون، وحزبه المفلحون، قال الله ø في إخوانهم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ٣٦}[الأنفال: ٣٦]، وعليكم بالاستعداد لآلة الجهاد، فإن الربح عظيم، والمتاجر كريم، وعلى قدر قوة رأس المال يكون الربح، وقد أمركم الله بذلك في قوله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ٦٠}[الأنفال: ٦٠]، ولا تخلفوا عن عترة نبيكم فإنهم أدلتكم إلى الخير، وقادتكم إلى الجنة، وبهم تنالون الفوز في القيامة، فإن البيعة لرسول الله ÷ عقدت على حفظهم، وعلى الجهاد بين أيديهم، روينا ذلك عن أبينا علي بن أبي طالب # أنه قال: (أخذت البيعة لرسول الله ÷ على أن نقيم ألسنتنا بالحق، ولا تأخذنا في الله لومة لائم، فلما تقوى الإسلام قال: «يا علي، ألحق فيها: وعلى أن تمنعوا رسول الله وذريته من بعده مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم»، قال علي #: فوضعتها من الله تعالى على رقاب القوم وفى بها الله من وفى وهلك بها من هلك).
  فلا ترغبوا بأنفسكم عن أنفسهم فالله عز من قائل يقول: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ