الدعوة العظمى للإمامة مع ذكر البيعة وكتاب الدعوة العامة
  للأمة أفضل من نظرهما، وهما ممن يستغنى بالإشارة في أمرهما، لعلو قدرهما، لكنا نذكرهما تبركًا بتسميتهما وذكرهما، وهما يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق #، وتبعهما على ذلك أفاضل العترة الطاهرة، وأخيار العلماء، عليهم رضوان رب السماء، فهل يسع بعد ذلك مسلماً يؤمن بالمعاد، أن يسوغ بالأماني عناً تخلفاً، فيأكل كفيه تأسفاً، ويقطع أنفاسه تلهفاً، حين لا تفيد الندامة، ولا يجد طريقاً إلى سبيل السلامة، قال الله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة: ٤١]، ولا تقولوا كما قال قوم موسى لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ٢٤}[المائدة: ٢٤].
  واعلموا أن حق الله يترتب عليكم على قدر منازلكم - والجميع غير معذور -:
  أما من انتسب إلى نجار النبوة، وحاز شرف القرابة والبنوة، فقد انتسب إلى من شرع شرائع الإسلام، وسن سنن الإيمان، وطمس رسوم الجور، وأعلن كلمة الحق، وأخمد نار الباطل، ومن حق الخلف اتباع السلف، قال الله تعالى في محكم القرآن: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١}[الطور: ٢١]، فهؤلاء أولى الناس باتباعه عليه وعلى آله أفضل السلام واقتفاء آثاره وإحياء رسوم دينه.
  وأما أهل العلم: فالعلم وراثة النبوة، والإمامة خلافتها، فمن لم يحفظ خلافة النبوة فقد تزحزح عن الوراثة قصيّاً، ولم يكن لله تعالى ولا لأوليائه وليّاً.
  وأما سائر المسلمين: فهم جند الله المجند، وسيفه المجرد، ولهم أموال منهوبة، وحقوق مغصوبة، لن ينالوها إلا بما فتح الله عليهم من رجوع الحق إلى نصابه،