السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

الدعوة العظمى للإمامة مع ذكر البيعة وكتاب الدعوة العامة

صفحة 214 - الجزء 1

  بذلك المشاهد مشاهدة، والمتباعد خبراً متواتراً، ونقلاً ظاهراً، فلا تهملوا ضالتكم الثمينة نائية، وأقبلوا بقلوب صافية، وأفئدة على عترة نبيكم حانية، فنحن آل محمد نجاة كل مؤمن ومؤمنة، بنا ينفي الله تعالى ربق الذل عن أعناقكم، وبنا يفتح ويختم لا بكم، فلا تَلْقَوا الحق بوجوه باسرة، وقلوب نافرة، فتصبح صفقتكم خاسرة، وتجارتكم بائرة، وقد أكرمكم من خلقكم عبيداً، لا تستطيعون في خلقكم نقصاً ولا مزيداً، ثم صيركم بعد ذلك له جنوداً، ومعالم دينكم له حدوداً، فاقبلوا ما منحكم من الفضيلة الجليلة، وجنبكم من الدنية والرذيلة، وسنوا رحمكم الله سيوفكم سناً رقيقاً، وأمهوها أمهاً عتيقاً، فإن الشيطان لا يخفض لكم جناح الذلة، ويتنكب الفساد في الملة، حتى تصب المواضي على هامات جنوده صباً، وتفض بيضة سلطانه غصباً.

  فهلموا رحمكم الله إلى راية حق، من خفقت على رأسه لم تطعمه النار، وإلى مقامات ساعةٌ فيها تعدل عبادة ستين سنة عند العلي الجبار، وإلى الفوز بالرحمة والبركة، في كل سكون وحركة.

  واعلموا: أن الأعشار والزكوات، والنذور والكفارات، وما جرى مجراها من الحقوق والواجبات، محرمة علينا أهل البيت وعلى موالينا، إلا ما يختص بنا من أخماس المغانم، ويتوجه من الصفي، والأرض التي أجلي عنها أهلها بالإمام القائم، ويتقرب به من النذور لمعين من أهل البيت $ فهو له، وكذلك أموال الصلح والخراج وجزية أهل الكتاب فلنا فيها نصيب لن نعدوه إن شاء الله تعالى إلى غيره.

  واعلموا: أني قد قومت نفسي بتقويم الله، وأدبتها بأدبه، وألزمتها أن تكون في مال الله الذي يسوغ لي تناول ما أفتقر إليه مما يعود إلي أو مما يعود على الأمة صلاحه