السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة

صفحة 229 - الجزء 1

  وبلاد جنب، وراحة⁣(⁣١) وأعمالها، فولى من تحت يده فيها القضاة والعمال، فاستمرت الأوامر في هذه النواحي، وجرت الأحكام على الخاص والعام، وقَوَّم أهل الفساد بالحبس والقيد والسيف والسوط، فجرت الأمور على سننها.

  وكتب إلى أهل الذمة كتاباً يقرأ عليهم في جميع الآفاق، عرض عليهم فيها الدخول في الإسلام، والتعزز بطاعة ذي الجلال والإكرام، والخروج من ذلة لكفر إلى عزة الإسلام، فإن قبلوا كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وإن أبوا فليعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وإن امتنعوا فليأذنوا بحرب من الله ورسوله، فقرئ عليهم في جميع هذه الأعمال فدخلوا تحت الجزية إلا ثلاثة أنفار أو أربعة فأسلموا في أوقات متفرقة.

  ثم كتب # كتاب إعذار وإنذار قدمه فقرئ على الناس في الأسواق قبل إيقاع الحدود ثلاثة أيام، وجعل إلى الأميرين الكبيرين العزل والتولية في جميع أعمال الدولة المنصورية، فجرت على الأحوال المرضية.

  ثم ترتبت بعد ذلك العمال في الأعمال، والقضاة في الأمصار، والأمراء في الأطراف، وسنذكر كل شيء من ذلك في موضعه إن شاء الله.


(١) راحة: من ديار جنب.