السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[شعر القاضي علي بن سليمان الحيدرة بمدع]

صفحة 267 - الجزء 1

  فأنت إمام الحق قد شهد الورى ... بأنك أهداهم سبيلاً ولا فخرا

  وأوسعهم علماً وأطولهم يداً ... وأزهدهم نفساً وأعلاهم قدرا

  وأربطهم جأشاً إذا اشتجر القنا ... تيممت كبش القوم تجعله عَترا

  فقم في سبيل الله قومة حازم ... خميصٍ عن الدنيا حريص على الأخرى

  فقد ملأت غتم الأعاجم أرضه ... فجوراً وهذا حين تملؤها بِرَّا

  بيوم يعز الله فيه جنوده ... ويبطش في أعدائك البطشة الكبرى

  تجاثيهم للموت في حومة الوغى ... بحَرِّ جلاد يذكرون به بدرا

  ويسقون كأس الحتف بالبيض والقنا ... فتضربهم قصداً وتطعنهم شزرا

  وتطحنهم طحن الرحى لبقالها ... فتثخنهم قتلاً وتوسعهم أسرا

  بجيش كقطع الليل قد صير التقى ... شعارهم التسبيح لله والذكرا

  وخيلٍ عرابٍ مقرباتٍ كأنها ... عفاريت جن تخطف السهل والوعرا

  إذا حمرت بالدارعين حسبتها ... سفيناً عليها سندس تقطع البحرا

  تسيرها نحو الحتوف فوارس ... ترى الموت تحت السيف لا ينقص العمرا

  بأيمانهم بيض كأن شفارها ... بروق إذا ما أومضت قصَّت الصخرا

  وسمر كحيات عليها لهادم ... تخيلها في النقع زاد الضحى جمرا

  مساعير للهيجاء شوس كأنهم ... أسود إذا استقبلتها خلتها خورا

  تروي صدى الرايات إن شكت الضما ... فتوردها بيضاً وتصدرها حمرا

  فصبراً أميرَ المؤمنين وحسبة ... ستُنصرُ إن النصر ما فارق الصبرا

  لقد خصك الرحمن بالفضل كله ... بأكرم أنصار فضاعف له الشكرا

  بشيبة أهل البيت يحيى بن أحمد بـ ... ـن يحيى ين يحيى تملك البر والبحرا